لا تتخاصما أمام أطفالكما

بقلم: شريــن زقـوت

من البديهي أن البيئة المثالية لتربية الطفل تربية سعيدة هي منزل يسوده الوئام في كنف أم و أب متفاهمين يحبان طفلهما. و لكن من سوء الحظ أن هناك بعض العائلات التي لا تهتم لهذه البيئة متغاضيةً عن الدور الأساسي الذي تلقيه هذه البيئة الهادئة على نفسية الأطفال.

عندما تبدأ المشاكل بين الرجل و زوجته يبدأ كل منهما بإلقاء اللوم و الشتم والإهانات والصراخ، فتشب المشاحنات بينهما ويفقدان القدرة على ضبط أنفسهما أمام أطفالهما. كل ذلك ينعكس سلباً عليهم

 

كما ويعتقد بعض الأمهات والآباء الذين لا يلجئون إلى الطلاق أنهم يحاولون بشق الأنفس الحفاظ على الزواج مهما يكن تعيساً من اجل الأطفال وهذا اعتقاد خاطئ منهم، وذلك لأن الأذى العاطفي الذي يلحق بالأطفال بسبب استمرار خصومة الوالدين قد لا يظهر إلا بعد سنوات عديدة.

 

وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من الآلام النفسية بسبب الخصومات والمنازعات التي تسبق الطلاق أكثر من الطلاق نفسه وأن الطلاق العاطفي في المنزل تعيس وأخطر على الطفل من الطلاق الحقيقي.

ولعل أصعب المراحل التي يمر فيها الطفل عندما  يصبح لديه اضطراب عاطفي فيحاول في كثير من الأحيان التمويه والإنكار والتستر على بيته المحطم. يتحدث كثيراً عن السعادة التي يعيشها داخل أسرته والبعض الآخر نراهم يختلطون بأطفال يعانون نفس المشكلة. وبما أن الطفل جزء من الوحدة الأسرية يتأثر بما تتعرض له من مشكلات تأثيرا سلبيا يعود على الطفل و الأسرة و على المجتمع بصورة عامة.

ومن مظاهر هذا التأثير على نفسية الطفل خاصة :

1.     تنشا لدى الطفل صراعات داخلية نتيجة للمشاكل الأسرية التي تحدث أمامه كل يوم فيحمل الطفل دوافع عدوانية اتجاه الأبوين

2.     يشعر الطفل أحيانا بالغربة داخل الأسرة و عدم الانتماء إليها

3.     يقوم الطفل بعقد مقارنات بين أسرته المتفككة و الحياة التي يعيشها باقي الأطفال مما يولد لديه الشعور بالإحباط و اليأس

4.     يؤثر على شخصية الطفل بدرجة كبيرة فيخلق شخصية مهزوزة غير مستقرة

5.     يتحمل الطفل كالآباء تماما عبء التفكير الدائم و الخوف من الانفصال

6.  يتعرض الطفل للاضطرابات و القلق نتيجة عدم إدراكه للأهداف الكامنة وراء المشاكل بين الوالدين و محاولة استخدامه من قبل والديه في شن الهجوم على بعضهما البعض و استخدامه كأداة لتحقيق النصر على الطرف الآخر

7.     يؤدي هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة إلى اضطرابا النمو الانفعالي و العقلي

8.  و تظهر مظاهر الإضرابات و الألم و اليأس التي تخيم على الأطفال ومن ثم تظهر أعراض جسدية كفقد الشهية و التقيؤ و الأحلام المزعجة  و أما الكبار من الأطفال فتكون ردة الفعل في نفوسهم الخوف من المدرسة و القلق و العناد و الخجل و الانطواء و العديد من المشاكل

لذلك يجب على الآباء و الأمهات الحرص على مصلحة أطفالهم و تنمية الحب و المودة داخل الأسرة و أن يحافظوا على الاحترام المتبادل أمام أطفالهم لتجنب المشاكل العديدة التي هم بغنى عنها