الضغوطات النفسية وأثرها على الأطفال
بقلم المرشدة النفسية : سهام صليح تعتبرالأسرة من أهم عوامل التربية والتنشئة الاجتماعية فهي التي تشكل شخصية الفرد وتحدد سلوكه ومبادئه وهي التي تسهم بشكل كبير في النمو الاجتماعي للطفل والثقافة الاجتماعية وللأسرة وظيفة اجتماعية نفسية هامة جدا فهي المدرسة الاجتماعية الأولى للطفل وهي التي تسهم في إشباع رغبات الطفل النفسية والبناء النفسي السليم. فالسنوات الأولى في حياة الطفل هي التي تشكل كيانه النفسي والتوافق النفسي السليم أما إذا تعرض الطفل إلى خبرات مؤلمة أو تجارب صادقة فان ذلك يؤثر من نظرة الطفل المستقبلية وفي تحمله لمشاكل الحياة وقدرته على حل هذه المشاكل وقد تؤدي هذه الخبرات إلى التأثير السلبي على شخصية الطفل مما تجعله عرضة للإصابة بالأمراض النفسية والعقد النفسية المختلفة . من أهم العوامل التي تؤثر على نفسية الطفل هي: العلاقة بين الوالدين فإذا كانت هذه العلاقة سيئة لا يسودها المحبة فهي تؤدي إلى تفكك الأسرة مما يخلق جو غير صحي يؤدي إلى نمو الطفل نموا نفسيا غير سوي . -الخلافات بين الوالدين والتوتر الدائم وعدم التفاهم بينهما يشيع في جو الأسرة الاضطراب مما يؤدي إلى أنماط من السلوك الغير سوي لدى الطفل مثل الغيرة, الأنانية, حب الشجار, عدم الاتزان الانفعالي, عدم احترام الآخرين و عدم التعاون مع الآخرين. -المشكلات النفسية عند الوالدين والسلوك الشاذ يؤدي إلى عدم استقرار الجو الأسري فهي تؤثر على الصحة النفسية للطفل فيؤدي إلى شعوره بالاكتئاب أو القلق والاضطرابات النفسية. -تفضيل طفل على طفل أو الذكر على الأنثى يخلق جو من التوتر بين الأطفال والتنافس غير البناء . – من أهم الضغوط النفسية على الطفل هو الإهمال وعدم إشباع احتياجاته من الأمن والاستقرار والحب والتقبل أو اللعب وممارسة الهوايات المختلفة . -الطلاق والانفصال من أسباب انهيار الأسرة وهي تؤثر على الطفل بفقدانه أحد الأبوين وشعوره بالنقص عن أقرانه والخوف من المستقبل وعدم وجود القدوة التي يحتذي بها في سلوكه . -الرفض أو الإهمال أو نقص الرعاية تؤدي إلى الشعور بعدم الآمن والشعور بالوحدة عند الطفل أو الشعور العدائي والتمرد وأيضا عدم القدرة على تبادل المشاعر والتعامل مع الآخرين والعصبية. -طريقة التربية التي تتسم بالسيطرة تؤدي الى شعور الطفل بالاستسلام والخضوع والتمرد وعدم الشعور بالكفاءة والنقص والاعتماد السلبي على الآخرين . -فرض بعض النظم الجامدة أو التربية التي لا تتسم بالمرونة بل تتسم بالنقد تشكل عبأ نفسيا على الطفل . -الفقر يعتبر أحد العوامل الهامة في تأثيره على الأسرة كلها بما فيها الطفل فهو يؤدي إلى الشعور بالخوف من المستقبل وعدم إشباع الرغبات من شراء بعض الأشياء مثل أدوات اللعب والملابس الجديدة التي ترفع من معنويات الأطفال وتشعرهم بالسعادة أو أنواع المأكولات التي يحتاج اليها من حلوى وخلافه فهي أيضا تضفي السعادة على الأطفال . -ضيق المسكن وتكدس أفراد الأسرة في حجرة واحدة خصوصا الأسرة ذات الأعداد الكبيرة أكثر من خمسة أشخاص فهي تؤدي بالطفل إلى التوتر وعدم الاتزان الانفعالي والإحساس بعدم الاستقرار والخصوصية حيث أنه لا يوجد مكان خاص له , حجرة مثلا خاصة به أو سرير أو مكتب فعدم الشعور بالخصوصية يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب والنفور من المكان . -الإهمال في الرعاية من الناحية الصحية وعدم الإسراع بعلاج الطفل من أي مرض يتعرض له لأن أي مرض عضوي يشكل عبئا نفسيا على الطفل . لذلك عليك عزيزتي الأم أن تقومي بالأمور التالية دائما لتشعري طفلك بالأمان ولتقللي من الضغوطات عليه : *عليك عزيزتي أن تتبعي أسلوب المرونة بالتعامل مع طفلك وتعوديه على أن يعبر عن مشاعره وانفعالاته ويحكي لك مايدور بداخله,ولا تستخدمي معه أسلوب الإجبار أو الإكراه على مالا يريد فعله . *عليك أن تراعي أن لايعلم الطفل بخلافاتك مع زوجك ولا يتم التشاجر بينكما أمام الأطفال . *عليك أن لاتفرقي بين أطفالك بالتعامل ,تعاملي معهم سواسية بكل الأمور . *امنحي طفلك الحنان دائما وحاولي تلبية حاجاته المادية والمعنوية والصحية,واظهري له دائما الود وتقديرك له عندما يقوم بفعل شيء ايجابي . *ان كنت تعانين من ضعف بالوضع الاقتصادي عليك استخدام البدائل مع الأطفال على قدر ما استطعت لتشعريهم باهتمامك بهم .