المرأة كادر سياسي إسلامي

بقلم : آمنة محمود ” للمرأة ذات الكفاءة العلمية والإدارية والسياسية أن تلي منصبا ماعدا الخلافة العظمى ” ذاكَ من أبلغِ القول الذي وجدته خلال رحلة استقرائي لمجموعة من إصدارات الشيخ محمد الغزالي ” رحمه الله” محاولا إثبات أنه آن للمرأة أن تكون أساسا للمشروع الإسلامي المعاصر حيث اعتمد في ذلك على كونها لبنة أساسية في مسيرة التنمية البشرية بما تمثله من ثقل في المجتمع . فإن حاولت رصد إسهامات المرأة عبر العصور والأزمان وفي مختلف الأمصار لوجدتها لا تقل جرأة أو تضحية عن الرجل فكانت أهلا للحضور في كل المحافل أكانت حبا أم حربا ، إلى أن تصل إلى السيدة خديجة ” رضي الله عنها وأرضاها ” صاحبة المواقف المشرقة في تثبيت قلب النبي “ص” حين آمنت به وكفر به الناس فكانت معه في أحلك الظروف وصولا إلى وعورة الطريق ووحشة المسلك وترصد الأعداء في ظلمة الليل التي لم تثني ذات النطاقين عن حمل الطعام و السقيا للرسول الأكرم ووالدها لغار ثور ، ذاك النمط الفذ من النساء اللواتي يستعذبن العذاب في سبيل الله وإعزازا لدينه ، كانت نتيجة من نتائج حضور الإسلام حين ربط بين المرأة وبيوت الله حيث أمدها بينابيع الثقافة الدينية والعلمية والمدنية لتعرف دينها ومعاشها ومعادها في الحياة ولتشارك بشخصها المستقل في صنع القرار فأول المرتكزات التي أرساها الإسلام ، أن المرأة التي تحمل هم الدين وهم العمل الإسلامي بحيث يستحوذ على تفكيرها ويصبح فكرها وعملها وشغلها الشاغل لما تمتاز به من صدق الإيمان وعمق الوعي هي وحدها من تتقن غرس المعاني العظيمة في نفوس الأجيال بأسلوب الحب والسماحة التي تفرد بها الإسلام العظيم .. فإعمال العقل و إعمار الحياة ، كلا الرجل والمرأة يتحملان أعباءه فيجب أن ننشأ بناتنا تنشئة قويمة تقوم على تزكية الخلق وتنمية المواهب والاستعدادات وتحسين سلوكهن وتوسيع مداركهن ليكنَّ أساسا في فكر إسلامي منفتح بسلوكهن الحميد.فهن فعلا قوة فعلية لنهضة الأمة الإسلامية وهن من يصنعن مجدها التليد ونصرها المجيد لأنهن نصف المجتمع وهن من يوقدن حماسة وغيرة وحمية النصف الآخر على هذا الدين .فالإسلام أحق بهن وبأثرهن في تنمية الفكر الإسلامي الإصلاحي الناقد لكل الأعراف الراكدة التي تكبل الفكر الإسلامي وتضيق علي الخناق أكثر فالإسلام جاء ميسرا وليس معسرا جاء لييسر أمور الناس بالسماحة ولم يأت قائما على التشديد والتدين الفاسد الذي لا يعد من محكمات الدين الإسلامي . فدور المرأة في المجتمع والسياسة هي مسائل محتومة محسومة شرعا تشجع النساء على حرية التحرك الفعال خارج البيت اجتماعيا وفكريا وسياسيا ، ما لم تتعارض متطلبات هذه المهن مع طبيعتهن ووظيفتهن في الأسرة فتطبيقها للفضائل والآداب العامة في مضمار التوعية الجماهيرية والفكرية والسياسية تعد نقطة الانطلاق نحو نهضة إسلامية أكثر عزاً ومجداً