النشاط الزائد وقلة الانتباه

بقلم المرشدة النفسية : سهام صليح المشاكل السلوكية في إل ADHD عادة ما تظهر قبل سن سبع سنوات . وكثير من المدارس لديها أطفال يعانون من هذه المشكلة.. لكن المشكلة الأكبر هي أن قلة من المعلمين لديهم المعلومات الكافية عنه .. وعن كيفية التعامل مع الطفل. فالأطفال الذين يعانون من كثرة النشاط الحركي ليسوا بأطفال مشاغبين، أو عديمي التربية لكن هم أطفال لديهم مشكلة مرضية لها تأثير سيء على التطور النفسي للطفل وتطور ذكاءه وعلاقاته الاجتماعية. ويواجه أهل هؤلاء الأطفال صعوبات كثيرة , فبالإضافة إلى المجهود الكبير الذي يبذلونه في التعامل مع هذا الطفل ، هم متهمين من قبل الجميع بعدم قدرتهم على التربية.. وهذا بحد ذاته ضغط نفسي اضافى مما ينتج عن ذلك قسوة على الطفل ولكن بدون فائدة. الأعراض : كثير من الأطفال يكونون في فترة من فترات حياتهم مشاغبين و درجة حركتهم زائدة بعض الشيء أو درجة انتباههم ضعيفة نوعا ما. لكن ما نتحدث عنه هنا… هو درجة غير طبيعية من النشاط الحركي الزائد وضعف التركيز تكون موجودة في أكثر من مكان مثلا في البيت و المدرسة…. وليس فقط في موقع واحد ….وتعتبر هذه النقطة مهمة جدا في التشخيص.. حيث يمكن تفريقها عن أمراض نفسية أخرى. الأعراض الرئيسية • قلة الانتباه : يتصف هؤلاء الأطفال بأن المدة الزمنية لدرجة انتباههم قصيرة جدا لا يستطيعون أن يستمروا في إنهاء نشاط أو لعبة معينة يبدون وكأنهم لا يسمعون عندما تتحدث إليهم عادة ما يفقدوا أغراضهم أو ينسوا أين وضعوا أقلامهم أو كتبهم • زيادة الحركة: لا يستطيعون أن يبقوا في مكانهم أو مقاعدهم فترة بسيطة. عادة ما يتسلقون و يجرون في كل مكان في البيت , في السوق .. الخ يوصفون بأنهم لا يهدئون أبدا. • الاندفاع : يجيبون على الأسئلة قبل الانتهاء من سماع السؤال. لا يستطيعون أن ينتظروا دورهم في أي نشاط يقاطعون في الكلام. الأسباب : • السبب الأساسى غير معروف ..الوراثة لها عامل مهم جدا ..حيث ما أظهرته الأبحاث الأخيرةعلى التوائم أن نسبة الوراثة تصل إلى 80% وهى نسبة تعتبر عالية جدا. • و هذا يعني أن أي إصابة للجهاز العصبي قبل أو أثناء الولادة لها تأثير .. نقص الأوكسجين … الولادات المبكرة.. إصابات المخ بسبب التهابات أو سموم ..تناول الأم أدوية معينة أثناء فترة الحمل … أيضا التعرض لنسبة عالية من مادة الرصاص … خــــلل في وظــائف الدماغ الكيميائية . • أيضا العوامل الاجتماعية لها تأثير.. مثلا الأطفال المحرومين عاطفيا أو تحت تأثير مشاكل نفسية. التشخيص: يتم عن طريق فحص الطبيب النفسي للطفل.. فأعراض هذا المرض تتداخل كما ذكرنا مع أعراض أمراض نفسية أخرى كالقلق .. التوحد وبعض أمراض سلوكية أخرى. أيضا من المستلزمات ملء بعض الاستبيانات والقياسات السلوكية من قبل أهل الطفل ومن قبل معلميه، حيث تعتبر قاعدة مهمة لكل طفل لمعرفة درجة مقياس سلوكه ومدى تقدمه في العلاج. كذلك الملاحظة الميدانية في المدرسة ومراقبة الطفل في الفصل وفى ساحة المدرسة. كما أن المعلمين والمشرفين على الطلاب هم الذين يقومون بتحويل التلاميذ إلى العيادات النفسية الإرشادية للا أطفال، وذلك بعد تنفيذ الخطة الفردية للطفل والمسماة (IEP ). العلاج : 1-المساعدة التعليمية: بعض الأطفال يعانون من مشاكل صعوبات التعلم كما ذكرنا (وهذه ليست لها علاقة بمستوى الذكاء) حيث يستفيدون من بعض الحصص الأسبوعية المخصصة لصعوبات التعلم . 2- العلاج السلوكي: وهو مهم جدا حيث يوضع برنامج خاص للطفل ينفذ في البيت بالتعاون مع الأهل ، وفى المدرسة بالتعاون مع المعلم ويعتمد على نظام التعزيز للتصرفات الجيدة وهو فعال جدا إذا نفذ بطريقة صحيحة. 3-الأدوية: هناك بعض الأدوية الفعالة ونذكر على سبيل المثال فقط المنشطات فبالإضافة إلى إنها تقلل من الحركة الزائدة فإنها ترفع الأداء العقلي وتزيد من قوة التركيز. هناك بعض الأعراض الجانبية والتي نحب دائما أن يكون الأهل على علم بها : كالأرق ، فقدان الشهية ، العصبية، أعراض لا تحدث باستمرار: مثل صداع ، دوخة، غثيان، احمرار في الجلد، نقصان في الوزن، اختلاف في ضغط الدم . ما هو دور المدرسة: المدرسة لها تأثير قوى وفعال في مساعدة الطفل ، كما ذكرنا قد يكون المعلم أول من يحول الطفل إلى العيادة بعد موافقة الأهل في بعض الدول. دراية المعلم بهذا الموضوع مهمة جدا….حيث أن رد ة فعله وتعامله مع الطفل تختلف عند معرفة سبب هذا السلوك. عزيزي المعلم لا أحد ينكر المجهود الجبار الذي تقوم به .. فعملك شاق يستنفذ كل الطاقات.. ولكن مهارتك وإبداعك وتميزك عن الآخرين تكمن هنا في تغير مسار هذا الطفل الذي يواجه صعوبات مختلفة.. فأنت تعتبر الأساس في خطة العلاج… ففي كثير من الأحيان وبسبب تعاون المعلم وتفهمه خطة العلاج السلوكي.. نستغني عن العلاج بالأدوية.