الصمت والتكتم أم المكاشفة؟؟؟؟

بقلم :إيمان أبو سعيد

هل أبلغ عن الجاني الذي تحرش بطفلي؟؟

كيف أرد على استفسارات طفلي الصغير المحرجة؟

هل أبلغ أمي بأنهم تحرشوا في جسدي الصغير؟؟

يبدو ان الصمت هو المتحدث للأسف…

أم تروي حدثاً آلمها : ” جارنا صاحب الدكانة المجاورة قام بالتحرش الجنسي بابنتي الصغيرة ذات 3 سنوات، لكني لم أستطع إخبار أحد”

أم أخرى تقول بكل فخر:” عندما يسألني ابني الصغير السؤال الكبير : كيف أتيت لهذه الدنيا ؟فأجيبه عيب.اصمت!!!

يروي أحد المدرسين :” طفل تم التحرش به واغتصابه لم يجرؤ أن يتحدث لوالديه بذلك لأن المتحرش قام بابتزازه وتهديده إن تحدث لأحد، فاكتشفت ذلك من خلال شروده الدائم في الصف، و تدني مستواه الدراسي بعد أن كان من الطلبة المتفوقين لدي، ”

في الموقف الأول نرى أن الأم آثرت السكوت على التبليغ عن الجاني خوفاً من الفضائح وهي تعكس ثقافة الصمت لدى معظم العائلات في المجتمع الغزي بشكل خاص والعربي بشكل عام، فهي بدل أن تبلغ عن الجاني وتتخذ الإجراءات اللازمة حتى لاتتكرر فعلته مع أطفال آخرين آثرت الصمت والتكتم على المكاشفة، الصمت هو بداية المشاكل وزيادة الآفات في المجتمع، فالشخص المتحرش لن يجد من يردعه وقد يعاود فعلته مرة أخرى مع طفل ثانٍ وثالث، وشخص آخر سيكرر نفس الفعلة لأنه عرف أن غيره فعلها ولم يجد من يردعه.

الموقف الثاني هو الموقف الحزين الآخر نرى الأم و الأب يخجلون التحدث مع أبنائهم في أمور التربية الجنسية فلمن تركوا هذه المهمة هل لرفقاء السوء أم لوسائل الإعلام من انترنت وتلفاز وغيرها في ظل انفتاح كبير على العالم، هل ينتظرون العيون الحائرة لتصبح دامعة يوماً ما؟

هي دعوة نوجهها للأهالي نريد أن ندعم مجتمعنا بأخلاق وليس أفراد فليست مهمتك أيتها الأم هي الإنجاب فقط و زيادة عدد الأفراد في المجتمع بل نريد متابعة وتربية ومراقبة… نريد أخلاقاً وليس أفراداً.

في الموقف الثالث يخاف الطفل من مصارحة والديه بما قد يحدث معه خوفاً من العقاب، أولأنه لم يعتد ذلك، من الواضح في هذه الحالة وجود خلل في التنشئة الاجتماعية للطفل ووجود العديد من الحواجز في العلاقة بين الوالدين وأطفالهم، ويبقى الصمت هو المتحدث!

همسات لك أيتها الأم الفاضلة لتخرجي عن صمتك :

·        لا داعي للخجل والصمت، فأبناؤك هم من ستتحدثين إليهم.

·        لا داعي للارتباك وإظهار خطورة السؤال المحرج الذي قد يطرحه الطفل، كوني هادئة وأظهري ثقتك بنفسك وقدرتك على الرد.

·        حاولي ربط الإجابة وتدعيمها بآيات من القرآن وأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فالطفل سيؤمن بأن ذلك من المسلمات التي لا جدال فيها ولا تحتاج الكثير من الشرح والتوضيح، طالما أن فيها حلالاً وحراماً.

·        قومي بتبسيط الإجابة بطريقة سلسة  غير معقدة تتناسب مع المستوى العمري لطلفك.

·        كوني منطقية في الرد على استفسارات طفلك لا تبالغي في الإجابة وافتراض أمور وهمية أو خيالية.

·        ثقفي نفسك في مواضيع التربية الجنسية واستعيني بالكتب المتخصصة بذلك فهناك عشرات الكتب تتحدث عن تلك المواضيع، أو من خلال الانترنت أو عن طريق المرشدين والاخصائيين الاجتماعيين.

·        عودي أطفالك على رواية أحداثهم اليومية في جو من الانفتاح والمصارحة.

·        استمعي لطفلك دوماً فلا مكان لِ:” أنا مشغولة الآن ، لا وقت لدي” فقد يلجأ الطفل إلى الشخص الخطأ ليستمع إليه.

·        في حال وقوع طفلك ضحية للتحرش الجنسي- لا قدر الله – وفري له جواً من الطمأنينة والحنان، استمعي اليه، لا تتردي في الاستعانة بالاخصائية الاجتماعية اذا لزم الأمر وأخيراً لابد للجاني أن يعاقب ويأخذ القانون مجراه حسب درجة وقوع الجريمة فلا تتردي في إبلاغ الشرطة.

·        فلترفعي شعار لا صمت بعد اليوم!!