جرائم متتالية

 

بقلم المرشدة : هنية بعلوشة الطفلة ( هـ ) عمرها 9 سنوات تسكن في شمال قطاع غزة ، ذات يوم كانت نائمة في فراشها إلا أنها فزعت على صوت انفجار فهبت وسارعت لترى ما حدث فإذا بها تشاهد ابن عمها الذي يسكن معهم في نفس البيت غارق بدمائه وجسده مقطع , فبدأت الطفلة بالصراخ وهربت إلى غرفتها وهي تبكي وجسدها يرتعش من شدة الخوف ولكن من شدة الصدمة عند أهلها لم ينتبهوا للطفلة في بادئ الأمر, وبعد يومين من هذا الحدث شنت الحرب على قطاع غزة واستشهد اثنان من أبناء عمها وبعدها ازدادت حالة الطفلة سوءا خاصة في أيام الحرب حيث أن دبابات الاحتلال كانت متمترسة عند باب البيت فكلما نظرت الطفلة من الشباك رأتها ، كل هذه الأحداث والمناظر المؤلمة كانت سبب في استياء حالة الطفلة وتدهورها فظهرت على الطفلة أعراض ما بعد الصدمة من خوف شديد , عزلة , انطواء , تبول لا إرادي وتدني في مستوى التحصيل الدراسي وفقدان للشهية وإهمال للمظهر الخارجي. و نتيجة لسوء حال الطفلة , قامت والدة الطفلة بعرضها على المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات , وعند عرضها رأت الأخصائية النفسية أن من أولويات حل مشكلة الطفلة هو تفريغها لما بداخلها من مخاوف وخبايا مأساوية وذلك عن طريق اللعب والرسم وتفجير البالونات . وبعد ذلك أصبحت الطفلة تتحدث عن مشكلتها ودافعيتها القوية للتغلب على هذه المشكلة ومرة تلو الأخرى أصبحت الطفلة هي التي تتحدث عن نفسها وتقول ( نفسي أرجع زي زمان شاطرة بالمدرسة والعب مع البنات في الشارع وأتوقف عن التبول على نفسي لأنني اخجل من أهلي عندما أكون مبللة ) ومن هنا بدأت الأخصائية بتعزيزها وتشجيعها على التغلب على المشكلات وقامت بتوعية الأم بكيفية التعامل مع الطفلة والاهتمام بها وإيقاظها بالليل للذهاب إلى الحمام وإعطائها هدية عندما تصحو نظيفة والاتفاق على الرجوع للدراسة وتعويض الأيام التي ذهبت دون دراسة لان موعد الامتحانات كان قد اقترب مما شجع الطفلة على الدراسة وبعد ثلاث جلسات مع الطفلة تخلصت من مشكلة التبول اللا إرادي , وأصبحت الطفلة تحصل على علامات مرتفعة في المدرسة وبعد سبع جلسات جاءت الأم تتحدث عن حالة طفلتها التي تحسنت وعادت كما كانت تتحدث مع أهلها وتجلس بينهم وتضحك وتلعب كما كانت في السابق وكان مع الأم شهادة الطفلة التي كان معدلها 91 % وهكذا تم حل المشكلات التي كانت تعاني منها الطفلة جراء الأحداث التي مرت بها وأصبحت الطفلة تعيش بسعادة وسرور .