اضطرابات النوم

بقلم المرشدة النفسية : نرمين الطويل يقصد باضطرابات النوم الصعوبات والمعوقات التي تؤدى إلى قلة النوم عند الأطفال أو إلى سوء نظامه وهى إما أن تظهر في بداية النوم أو في أثنائه . وأهم اضطرابات النوم في الطفولة والمراهقة : 1- الأرق : الأرق من أكثر اضطرابات النوم شيوعا وقد يأخذ أحد أشكال ثلاثة: إما الصعوبة في بدء النوم أو الصعوبة في الاستغراق أو الاستمرار في النوم كأن ينام الطفل فترة ثم يصحو ليعاود النوم مرة أخرى أو السهر واليقظة المبكرة وتظهر في عدم رغبة الطفل في النوم ليلا واستمراره نشطا يقظا ومقاومة الذهاب إلى الفراش إلا بجلوس الأم بجواره. وتظهر على الأطفال الذين يعانون من الأرق (سرعة التهيج والانفعال السريع والقلق الواضح وشدة التوتر وصعوبة التركيز وكثرة البكاء) . 2- الإفراط في النوم : ويعنى زيادة عدد ساعات النوم عن معدلها الطبيعي بالنسبة للطفل وتتمثل في شكوى سائدة من النوم المفرط على الأقل لمدة شهر ولا يقدر النوم المفرط تقديرا جيدا خلال فترات الأرق ولا يحدث بصورة منفردة أثناء وجود اضطراب آخر للنوم مثل : الخداد (الغشية ) أو النوم النهاري أو اضطراب النوم المرتبط بالتنفس واضطراب إيقاع النوم أو شذوذ النوم . 3- الغشية والنوم النهاري: وهى سنة من النوم تنتاب المريض فجأة ولايستطيع مقاومتها وتحدث في أي وقت ولاسيما في الظروف التي تبعث على النوم كالهدوء وقد تحدث في أحرج اللحظات كالأكل أو أثناء ركوب دراجة أو سيارة وتستمر هذه الحالة لبضع ثوان قد تمتد لدقيقة أو دقائق قليلة ثم يفيق المريض. 4- الكابوس الليلي: استيقاظ الطفل خائفا مذعورا بسبب حلم مرعب ومزعج يشعر فيه بالعجز والضعف ويشعر بأنه على وشك الاختناق مما يؤدى إلى اليقظة وانقطاع استمرارية النوم عندما يبلغ الخوف قمته مع ازدياد دقات القلب وسرعة التنفس . وفي الاستيقاظ من الحلم المزعج فان الفرد يصبح متنبها ومتوجها بسرعة ويؤدي الكابوس إلى صعوبة في النوم والاستيقاظ . 5- فزع النوم : وقائع متكررة من الاستيقاظ المفاجئ من النوم الذي يحدث عادة أثناء الثلث الأول للنوم ويبدأ بصراخ مذعور وخوف حاد وعلامات من النهوض التلقائي المصحوب بسرعة دقات القلب وسرعة التنفس وتصبب العرق ولا يستطيع الطفل استدعاء أي تفصيلات للحلم ويفقد الذاكرة . الفرق بين الكابوس الليلي وفزع النوم : *الكابوس خبرة مخيفة أثناء النوم وبعدها يستيقظ ويستعيد التوجه الصحيح والإدراك الواضح أما الفزع الليلي فهو خبرة مخيفة تحدث بين النوم واليقظة ولا يستيقظ الطفل بعدها استيقاظا تاما . * الكابوس يسبق الاستيقاظ أصوات وحركات دفاعية طفيفة أما الفزع الليلي فان ملامح الطفل تتشوه وتتسع العينان وينهض من فراشه ويقفز من سريره في حالة اهتياج أو يجرى مذعورا . * الكابوس يكون الطفل في حالة استيقاظ تام وبعد أن يهدأ يستطيع رواية الحلم الذي شاهده أما في الفزع الليلي فان الطفل يكون نائما لذا يعجز عن تقديم تفسير لحالته ويفشل الوالدين في تهدئته . *في الكابوس يتعرف الطفل على كل الأشخاص المحيطين به أما في الفزع فانه لا يتعرف على من حوله بل يحسبهم من ضمن ما رآه في الحلم . *في الكابوس لا تحدث الهلاوس مطلقا أما في الفزع فان الطفل يرى الأشياء المخيفة في الحلم ماثلة أمامه في الغرفة . * لا تستغرق واقعة الكابوس فترة تزيد عن دقيقة أو دقيقتين أما الفزع فانه يستمر فترة تصل 15- 20 دقيقة . 6- المشي أثناء النوم ويتركز اضطراب النوم في النهوض من النوم أثناء النوم والمشي وتحدث عادة أثناء الثلث الأول من النوم ويكون الطفل أثناء المشي وهو نائم في حالة فراغ فكري ولا يتذكر أي شي مما حدث بعد أن يستيقظ . أسباب اضطرابات النوم : أ‌- قد ترجع اضطرابات النوم إلى أسباب عضويه كالجوع والشبع الزائد وآلام ناتجة عن بعض الأطعمة وآلام المرض وتبلل الفراش والملابس . ب‌- وترجع اضطرابات النوم إلى أخطاء الوالدين مع الطفل في مواقف النوم : • جعل النوم عقابا للطفل على خطأ ارتكبه . • قص القصص المخيفة أو قراءتها على الطفل أو مشاهدة الأفلام المزعجة . • السماح للطفل بالنوم في فراش والديه . • تقليد الطفل لسهر الكبار فيعتقد أن السهر من أعمال الكبار فيسهر بالليل ويقاوم النوم ويرفض الإيواء للفراش . • تخويف الطفل قبل النوم بالأشباح والعفاريت والحيوانات فينام الطفل خائفا . ج- وقد ترجع اضطرابات النوم إلى أخطاء الوالدين في تنشئة الطفل . • التدليل الزائد الذي يجعل الطفل متعلقا بأمه ولا يقوى على البعد عنها . • طموحات الوالدين الزائدة من الطفل ومطالبته بالحصول على الدرجات النهائية في الاختبارات فيشعر بالإحباط والهموم مما يؤرقه ويؤدي إلى اضطراب النوم . • القسوة الزائدة من الوالدين أو المعلمين تشعر الطفل بالنبذ وعدم الأمن مما يجعله مهموما قلقا متوترا فيضطرب نومه ويصاب بالأرق والكوابيس وفزع النوم . • مبالغة الوالدين في الامتثال للمطالب التي يتوجه بها الطفل إلى الوالدين لاجتذاب انتباههما مما يسبب له الأرق . • الخلاف بين الوالدين ومداومة المشاحنات بينهما أمام الطفل مما يجعل الطفل قلقا متوجسا خائفا على والديه أو إحداهما . • د- وقد ترجع اضطرابات النوم إلى ضغوط نفسية واجتماعية يتعرض لها الطفل كالفشل في الاختبارات أو مشاهدة برامج مخيفة بالتلفزيون أو سماع قصة مزعجة أو موت شخص عزيز أو انفصال الوالدين أو دخول إحداهما المستشفى أو قدوم أخ جديد أو فقدان شئ محبوب للطفل . ذ- وقد ترجع اضطرابات النوم إلى اضطرابات انفعالية وأمراض نفسية . العلاج النفسي لاضطراب النوم : يعتمد العلاج أولا على تبصير الطفل بمشكلته وأسبابها وحل صراعاته ومواجهة مخاوفه بأساليب مباشرة وإشعاره بالرضا والتقبل . مساعدة الطفل على تفريغ مشاعره باستخدام فنية التفريغ الانفعالي . استخدام العلاج السلوكي عن طريق المكافأة والتعزيز عند نجاح الطفل في النوم بشكل سليم . العلاج الأسري : ويتضمن ذالك تحسين علاقة الوالدين بالطفل وتحسين أساليب معاملتهما للطفل في مواقف النوم وتبصيرهما بالأساليب المناسبة وبكيفية تطبيقها في علاج مشكلات طفلهما كما يجب تبصيرهما بأساليب تنمية عادات النوم السليمة للطفل : • يتكون لدى الطفل موعد نوم منتظم . • عدم استخدام النوم كعقاب . • تنظيم وقت الطفل بوضع برنامج منظم لساعات النوم واليقظة . • عدم استخدام النوم كعقاب للطفل و توفير الظروف المشجعة على النوم : كالهدوء والضوء الخافت .