مخاوف الأطفال , أسبابها والتعامل معها
بقلم المرشدة النفسية : صفاء النجيلي تعريف الخوف عند الأطفال : حالة شعورية وجدانية يصاحبها انفعال نفسي وبدني تنتاب الطفل عندما يتسبب مؤثر خارجي في إحساسه بالخطر وهو تعبير عن الحفاظ على الذات وبقائها لدى الإنسان . ومن خلال العمل الميداني في المدرسة والتواصل مع أولياء الأمور لوحظ شعور بعض الآباء بالقلق تجاه خوف أبنائهم مما قد يسبب زيادة الخوف عند الابن حيث أن الطفل يقلد لا شعورياً من حوله فيخاف مما يخاف منه الكبار وخاصة الذين يثق بهم . لقد خاطرت مشرفة بالروضة بإحضار ضفدعة في صندوق لتعريف الأطفال بها رغم أنها تخاف من الضفادع وعندما همت بفتح الصندوق أمام الأطفال قفزت الضفدعة فصرخت المعلمة وصرخ معها بطبيعة الحال كل الأطفال وزاد الهلع من يومها عند رؤية الأطفال لهذا الكائن . بد أن نفرق بين الخوف العادي والخوف المرضي . الخوف العادي : شعور طبيعي يحسهُ كل إنسان طفلاً كان أو بالغاً حين يخاف الفرد من الأشياء التي تخيف الأفراد في نفس السن ولذلك نطلق عليه ( خوف موضوعي . الخوف المرضي( غير الموضوعي) : هو خوف شاذ مبالغ فيه ومتكرر أو شبه دائم مما لا يخيف الأفراد في نفس السن عادة . أشكال الخوف : – الخوف من الحيوانات والحشرات : ويقال عن هذا الخوف موضوعي أي طبيعي إذا لم يكن الطفل قد ألف منظر هذا الحيوان من قبل الخوف من الأماكن : وهذا الخوف يبقى مقبولاً إذا لم يأخذ صورة الرعب والهلع وما يرتبط بالمكان من هواجس كالعفاريت والجن . الخوف من دلائل الموت وما يرتبط به : وهذا الخوف طبيعي ما لم تتحول مخاوفهم إلى وساوس لا تغيب عن أذهانهم . – الخوف من فقدان الثقة : حيث يخاف بعض الأطفال مقابلة الكبار أو الزوار فيخاف الامتحانات أو توجيه الأسئلة له . الخوف من العداوة والنقد : مثل خوف من مشاعر الغضب التي تنتاب الكبار أو أصواتهم العالية والمشاجرات وكذا تجاهل الطفل أو توجيه كلمات ناقد أسباب الخوف : قمع انفعال الخوف : بعض الآباء يخشى أن يصبح ابنه خوافاً أو يشب وقد عرفت عنه هذه المشاعر فيعاقبون الأطفال عند ظهور هذا الانفعالات عليهم . السخرية من الطفل الخائف وعدم تدريبه : أحياناً يتخذ أخوة الطفل من بعض التصرفات التي تخيف أخاهم وسيلة للاستمتاع أو التندر أمام الأطفال الآخرين . مع العلم أن الخوف يتكون في داخل الطفل من جهله بحقيقة الأشياء أو الأحداث وهي مسؤولية الآباء والمعلمين والإخوة الكبار . تخويف الطفل : يلجأ بعض الكبار إلى تخويف الطفل كي يمارس العمل الذي يطلبونه منه فيقال للطفل سوف نضعك في غرفة مظلمة أو نحضر لك العسكري . إن إحاطة الطفل بجو من التخويف والحذر الذي لا مبرر له سوف يقوده إلى الشعور بالنقص وفقدان الثقة ومن ثم الخوف . النموذج : وهو أن الطفل يقلد لا شعورياً من حوله فيخاف مما يخاف منه الكبار وخاصة الذين يثق بهم . الظروف الأسرية المضطربة : (الشجار ، الانفعال ، الطلاق ، السلطة الوالدية المتزمتة ، التربية الخاطئة ، الخوف ) أساليب التغلب على المشكلة : أولاً : التفاهم مع الطفل حول الشيء المخيف : إذا صادف الطفل ما أخافه فيجب عدم مساعدته على نسيانه لأن النسيان يدفن المخاوف وهي متوهجة داخل نفسية الطفل وتصبح مصدر من مصادر القلق ولكن التفاهم مع الطفل حول الشيء المخيف يضع الخوف في مستواه الصحيح غير مبالغ فيه . فيساهم الوالدان في تقليل حجم المخيف وأن هذا الأمر يتعرض له كل إنسان . ثانيا :تدريب الطفل على مواجهة مصادر الخوف بعد موافقته : مثال : إذا كان الطفل يخاف من المستشفى لا بد من ربطه بأمر محبب كشراء هدية أو حمل باقة ورد . ثالثا ً : محاولة اتزان الوالدين في المواقف الصعبة : بحيث أن يكون سلوك الوالدين متزناً خالياً من الذعر والفزع في المواقف وكذا عند مرض الطفل لان جزع الآباء ينتقل إلى الطفل ويتعلم الاستجابة لمواقف الحياة بنفس الأسلوب . رابعا : مراقبة النموذج الجيد والمكافأة على تقليده : على الآباء تعويد الأطفال على مشاهدة أفراد لا يعانون من الفزع أو الخوف مع تشجيع الأطفال على ممارسة مواقف مماثلة . خامسا : إبعاد الطفل مؤقتاً عن مثيرات الخوف : مثل مجالس الحديث عن الموت أو المخاطر التي قام بها الأهل في فترات من أعمارهم . سادسا : الكشف عن مصادر مخاوف الطفل : بهدف تصحيح أفكار الطفل بالبحث عن مصدر المعلومة المخيفة وأحياناً يمكن الاستفادة من هذا المصدر في تعديل ما يخاف منه الطفل . فقد تكون معلومات الطفل قد جاءت من أطفال أكبر منه أو من الخادمة أو جدته . سابعا : علاج الطفل أو علاج مخاوف الوالدين : وذلك بعرض الطفل على أخصائي أو علاج الجو المنزلي ، فكم من أم مريضة بالخوف نقلت خوفها إلى الأبناء .