ريشة وألوان

بقلم المرشدة رجاء شامية

 

” انسجام اللوحة والريشة والألوان كإنسجامى أنا والرسم ، فأنا أجد نفسى وأنا أرسم ففرشاتى تعبر عن ما فى داخلى “.

فالرسم من النشاطات التى تحتل مكانة هامة فى عالم الطفل وفى التعامل معه فى آن واحد حيث يجد الطفل ذاته ، فعندما يرسم ويطلعنا على الرسمة التى خطها بألوانه والتى تحمل على المستوى اللاواعى القدرة والسيطرة على العالم وصرعاته ، وهذه القدرة تطمئنه ضد مشاعر العجز أمام العالم الخارجى ، وضد العجز أمام رغباته واحتمال احباطها.

فبالرسم يشعر الطفل أنه فى عالم اللامستحيل بعيدا عن القيود والمحاذير التى يفرضها عليه الأهل والمجتمع  ، فهنا يشعر أنه مسيطر على كل العوامل الخارجية التى تحيط به .

فللرسم أهمية بالغة للطفل تمن فى التجربة الوجودية للطفل، حيث يعكس وجهاً من التجربة الوجودية العاشة للطفل أحلامه ، رغباته ، مخاوفه ، اهتماماته ، وموقعه من خلال الموضوعات التى يختارها فى رسمه ، وهو بذلك ينبئنا عن علاقاته العاطفية مع العالم الذى يحيط به ، أو الخوف الذى يميز روابطه بالناس والأشياء وأنه بالنسبة له وسيلة لتقديم ذاته للآخرين .

والأهمية الثانية الوظيفة الاسقاطية للرسم  حيث أن الرسم يتجاوز التعبير إلى محاولة حل مشكلة الطفل مع العالم ومع ذاته ، فمن خلال الوظيفة الاسقاطية للرسم يستطيع أن يتحرر من وطأة المآزم الداخلية أو المآزم العاطفية ، ويتمكن فى إعطاء جواب عليها بتثبيتها فى الواقع  الخارجى ، ويساعد على هذه الوظيفة الوظيفة الاسقاطية امتزاج الواقع بالخيال  .

فالرسم من النشاطات التى تجذب الطفل تلقائيا للتعبير عن ذاته وهو فى حالات كثيرة يشكل مدخلا أساسيا لإقامة العلاقة معه .