النسيان

بقلم المرشدة النفسية : شرين البياري كيف تقاوم النسيان ؟؟ إن النسيان مشكلة يعاني منها الكثير من الطلبة فكثير ما نسمع العبارة التي يرددها الطلبة ” لقد درست كثيرا ولكنني بالامتحان نسيت الإجابة ” فهل حاول أولئك الطلبة أن يتعرفوا على الأسباب التي تكمن وراء هذا النسيان أو كيف يحقق أفضل الطرق للمذاكرة حتى يحمي نفسه من النسيان فهذه بعض النصائح لكي يتفادى الطالب الوقوع في هذه المشكلة : 1- لا تذاكر وأنت مرهق ، فالتعب لا يساعد على تثبيت المعلومات ، وكل وقت تقضيه في المذاكرة وأنت مرهق فهو وقت ضائع علاوة على أنه ضار ، لأن المذاكرة سريعا ما تسقط من مكانها ولا يسهل العثور عليها واستعادتها عند الامتحان . 2- كثير من الطلبة يتنقلون في مواد المذاكرة بغير نظام ، فيحفظون بدون أخذ فترات للراحة بعد كل مادة وأخرى ، وبذلك تتداخل المعلومات وتصبح مشوهة فلا يسهل تذكرها بصورة سليمة . 3- تكرار مادة الحفظ مع المراجعة في فترات متفاوتة يساعد على تثبيت المعلومات ، وهذا التكرار هوأكبر مقاوم للنسيان . 4- حالتك النفسية المضطربة أثناء المذاكرة هي دافع للنسيان ، لذلك حاول دائما التخلص من مشاكلك أولا بأول حتى تكون مستقرا أثناء الحفظ . 5- التركيز والانتباه من العوامل الأساسية لمقاومة النسيان . 6- استخدام الطرق المختلفة في الحفظ التي تساعد على ربط المعلومات بصورة خاصة في الذهن فهذه عادة ما تسهل استعادة المعلومات وتذكرها . 7- الترك و الإهمال هما أساس النسيان والذاكرة الضعيفة . تجارب النسيان اهتم كثير من علماء النفس بدراسة ظاهرة النسيان وخاصة بالنسبة للطلبة ، فأجريت التجارب المنظمة على الآلاف وذلك بعد ملاحظة أهمية تقسيم مواد الدراسة إلى قسمين هما : 1- مواد الدراسة الآلية : مثل الصناعات اليدوية , استخدام العدد والآلات ، تعلم الآلة الكاتبة ,الرسم , التشريح , أشغال الإبرة وغيرها وقد تبين أن هذه الأعمال الآلية أعظم ثباتا وليس من السهل نسيانها خاصة إذا اعتمد الطالب على التدريب الكثير في فترة الدراسة حتى يصل إلى درجة إتقانها فانه في هذه الحالة يستطيع الوصول إلى هذه الدرجة من الإتقان بسهولة وبعد قليل من التدريب حتى ولو تركها لفترة ما . 2- مواد الدراسة النظرية : وهذه تشمل تقسيمات مختلفة فمن أرقام حسابية إلى أسماء شخصيات وقوانين عامة ونظريات وغيرها وقد تبين أن النسيان في هذه المواد النظرية يبدأ بأسماء الأشخاص أو الإعلام ثم بأسماء المحسوسات ثم بالصفات ثم بالأفعال . التجربة الأولى عن القراءة والحفظ : أجريت هذه التجربة على مجموعة من الطلبة الذين يحاولون حفظ دروسهم بدون تسميع وكانت النتائج : 1- بعد المذاكرة مباشرة يتذكر الطالب 55% مما قرأه 2- بعد مرور يوم يتذكر الطالب 30 % مما قرأه 3- بعد مرور أسبوع يتذكر الطالب 20 % مما قرأه 4- بعد مرور أسبوعين يتذكر الطالب 15 % مما قرأه 5- بعد مرور شهر يتذكر الطالب 10 % مما قرأه 6- تحتفظ الذاكرة بالنسبة الباقية وهي 10 % لفترة طويلة وان كانت تتناقص ببطء بعكس الطلبة الذين يستخدمون طريقة التسميع بعد الحفظ فان الطالب يستطيع أن يتذكر 60 % مما حفظ وعن طريق المراجعة الأسبوعية يستعيد التذكر التام لما حفظه حتى فترة الامتحانات . التجربة الثانية : خاصة بالاقتصاد بالزمن اللازم للحفظ والتذكر تبين من هذه التجربة أن ما سبق حفظه ونسي يمكن استعادته وتذكره من جديد مع الاقتصاد بالوقت فمثلا إذا لزم أحد القوانين أو بعض كلمات اللغة الأجنبية تكرارها فانه يكفي لإعادة تذكرها تماما تكرارها خمس مرات فقط أي نسبة الاقتصاد هي 15 ــ 20 أي 75 % من الوقت كلما زاد طول الوقت ( الفترة ) بين المراجعة الأولى والثانية ضعف الاقتصاد بالوقت وفيما يلي نتائج إحدى التجارب : 1- بعد يوم تكون نسبة الاقتصاد 68.9 % 2- بعد يومين تكون نسبة الاقتصاد 60.9 % 3- بعد 6 أيام تكون نسبة الاقتصاد هي 49.3 % 4- بعد 14 يوم تكون نسبة الاقتصاد 41.3 % 5- بعد 20 يوم تكون نسبة الاقتصاد 37.8 % من هذا تبين أهمية المراجعة في فترات منتظمة متقاربة حتى يكون الاقتصاد في الوقت كبيرا . قواعد النسيان : بعد الدراسة السابقة نستطيع أن نلخص لك في أسلوب مبسط أهم قوانين النسيان التي توصل إليها رجال البحث والدراسة من علما ء النفس وهي : 1- يتناسب النسيان تناسبا عكسيا مع تكرار الحفظ ، أي كلما زاد تكرار مادة الحفظ في فترات متقطعة قل النسيان . قوة الانتباه مع الاهتمام بمادة الدرس بما يساعد على سرعة الحفظ وضعف النسيان . 2- النسيان يكون سريعا نتيجة لاختلاط مواد الحفظ بسبب عدم تنظيم المذاكرة . 3- المراجعة بعد الحفظ هي أساس تثبيت المعلومات وأكبر مقاوم للنسيان . 4- يكثر النسيان نتيجة لاضطراب الحالة الجسمية وخاصة الهضم وقلة النوم وكذلك اضطراب الحالة النفسية . 5- إن ما يحفظ لأول مرة يغيب في هوة من النسيان تمتد من يوم إلى ثلاثة أيام تبعا لاختلاف الأفراد ثم يمكن تذكرها بعد ذلك . 6- ما سبق حفظه ونسي يمكن استعادته في وقت قصير بالمراجعة وهذا ما يسمى بقانون الاقتصاد في الوقت ،كذلك فان النسيان يزيد مع الجذر التربيعي للزمن الذي ينقص بعد الحفظ والاكتساب . قواعد التذكر : • إن ضعاف التلاميذ يحاولون تذكر جميع الكتاب بدلا من تذكر ارتباط الأفكار ببعضها البعض • إن تذكر الحقائق عن طريق ربطها بما سبق لك دراسته يجعل الحفظ سهلا وأكثر ثباتا • لا تحاول الحفظ بدلا من الفهم ، لأن الحفظ سريعا ما ينسى وقيمته ضعيفة ، كذلك لا تحاول الاكتفاء بالفهم دون الحفظ والمراجعة • إن المواد العلمية واللغات تحتاج في كثير من مواضيعها إلى الحفظ والتكرار الكثير • عند محاولة الحفظ اجعله في فترات قصيرة ومتقطعة • احفظ المادة بالطريقة التي ترى أنك ستستخدمها • لا تركز اهتمامك في طرق الحفظ الصناعية كيف تربي لنفسك ذاكرة قوية : أولا : ملاحظتك للشرح والفهم الكامل للدرس ، مع عمل الارتباطات بين أجزائه … وذلك عن طريق القراءة الإجمالية ثانيا : التحرر والثقة في العقل وتكرار هذه القراءة الإجمالية مرة ومرتين وهذه لا تستهلك وقتا ضائعا كما يخيل للبعض ثالثا : المناقشة مع الزملاء في وقت الفراغ ذات قيمة كبرى في مساعدة العقل على التذكر الكامل رابعا : التسميع بطريقة مختلفة والمراجعة السريعة من آن إلى آخر خامسا : التدرب على قوة الملاحظة ويمكن تنمية القدرة على الملاحظة بالتعود على مراقبة الأشياء بذهن نشط مستفسر ، والواقع أن التنمية القوية لعادات الملاحظة أهم كثيرا من محاولات الحفظ بصورها المختلفة اليقين بالقدر لا يمنح العاقل توخي الهلكة وليس لأحد أن ينظر في الفجر المغيب وإنما عليه أن يأخذ ولا تحملن على يومك هم غدك ، فحسب كل يومه همه