لماذا عاقبونى ؟
|
بقلم المرشدة/رجاء شامية لماذا عاقبونى ؟ سؤال يطرحه كثير من الأطفال ” ليش أبوى ضربنى ، ليش بهدلونى أنا شو عملت ” كثير من الأهالى يقومون بضرب آبنائهم ومن دون وضوح الأسباب . فمن الأخطاء الشائعة فى التنشئة الإجتماعية أن الطفل يعاقب دون أن يعرف بماذا أذنب, فعندما نوضح للطفل خطأه الذى ارتبكه , أو المشكلة التى تسبب فيها نتحاشى كثيراً من المشاكل التى يقع بها أطفالنا خوفاً من العقاب , بالإضافة إلى أنه لا يكرر السلوك الخاطئ الذى فعله ، وأيضا يتعلم الطفل أن يكون صادق مهما كانت الظروف , و يحافظ الأهل على العلاقة المبنية على الإحترام والصدق والتفاهم المتبادل بين الأهل والأبناء . وهناك كثير من المشاكل التى يقع فيها الأطفال نتيجة ضرب الأهل لهم ومن أهمها الكذب ، حيث أن غالبية الأطفال يلجأون للكذب ليتفادوا العقاب الواقع على كاهلهم . وعندما سألنا أحمد البالغ من العمر الثالثة عشر من العمر فرد علينا قائلا إنى أضطر أكذب حتى لا أعاقب ، وأعرف أن الكذب حرام ولكننى أخاف من الضرب المبرح والشتائم البذيئة ، وأحيانا بأحاول إنى أجكى الصدق بس بالآخر بنضرب من أهلى . وبالإضافة للمشكلة العظمى من العقاب الجسمى للأطفال وهى العدوانية حيث نجد كثير من الأطفال يتوحدن بآبائهم ، فيقوم بضرب إخوانهم وزملائهم فى المدرسة وأولاد الجيران ولذلك سألنا سؤال لمحمد لماذا تضرب إخوانك ؟ فرد علينا قائلا أنا ما بأذيهم بس بألعب معهم ما هى بابا بضربنى وعادى ما بنإذى . ولكن عندما نفسر ذلك نجد أن الطفل يعكس انفعالاته الداخلية على الآخرين فيقوم بالرد بالشكل الذى تلقاه من والديه ، فلا تكون لديه سياية التفاهم وإنما سياية الضرب . وبالضافة للمشكلة الأخرى الناتجة من العقاب وهى الحرمان العاطفى فنجد كثير من الأطفال لديهم فقدان من العاطفة والحنان من قبل والديهم ، فنجد كثير من الأطفال يقولون ” ما بذكر إنو أبوى حضنى أو حكالى كلمة حلوة بس إلى بتذكروا إنو كان كتير يضربنى ومن دون سبب ” فعقاب الأطفال من غير أسباب موضحة يكون سببا فى كثير من المشاكل ، فلذلك على الآباء أن تكون السياسة التى يتبنوها فى تنشأتهم لأطفالهم سياسة التفاهم المبنية على الحوار ،بالإضافى بأن يشرحوا للطفل سبب خطأئهم ومن دون عقاب فعندها يدرك الطفل بأن ما فعله خاطئ ولا يمكن أن يكرره مرة أخرى . |
