التحرش الجنسي عند الأطفال

إعداد المرشدة النفسية : هنية بعلوشة التحرش الجنسي : إن التحرش الجنسي من أخطر المشاكل التي يواجهها الأطفال في هذا العصر فهو أوسع من مفهوم الاستغلال الجنسي فالاستغلال الجنسي هو اتصال جنسي بين طفل وشخص بالغ من اجل إرضاء رغبات جنسية عند الآخر مستخدما القوة والسيطرة عليه أما التحرش الجنسي فهو أوسع من مفهوم الاستغلال الجنسي أو الاغتصاب البدني ومن أشكال التحرش الجنسي ما يلي : • كشف الأعضاء التناسلية. • إزالة الملابس والثياب عن الطفل. • ملامسة أو ملاطفة جسدية خاصة. • التلصص على طفل. • تعريضه لصور فاضحة، أو أفلام. • أعمال شائنة، غير أخلاقية كإجباره على التلفظ بألفاظ فاضحة. • اغتصاب. تتعدد أشكال الجسدية والنفسية للتحرش الجنسي بما لا يمكن حصره في هذا المقال ولكن سنحاول تلخيص مثل هذه الأشكال بشكل سريع حتى نلمس عن قرب مدى التدمير الذي يسببه هذا التحرش في روح الطفل قبل جسده ،فالأعراض الجسمية وهى الأقل تدميراً والأسرع التئاما تشمل الالتهابات الناشئة عن الاعتداء، التي لم تعالج في الوقت المناسب نتيجة الخوف والخجل الذي يزيد من معاناة الطفل، ناهيك عن الاضطرابات المعوية التي تصيبه، فضلا عن الالتهابات التي تنشأ في الأجهزة التناسلية، والنزيف الذي ربما يحدث في المناطق التي تعرضت للاعتداء. أما الآثار النفسية الأخطر فيلخصها علماء النفس في نقاط أهمها الشعور بالذنب الذي يسيطر على الطفل، واتهامه لنفسه بعدم المقاومة، والغريب أن المجتمع يساهم في تأصيل مثل هذا الشعور وتأكيده عن طريق نظرته إلى ما حدث للطفل المعتدى عليه بأنه فضيحة هو مسئول عنها، ناهيك عن توبيخ الأسرة له التي من المفترض أنها مصدر الأمان له، ومطالبته بالسكوت، خاصة إذا كان المعتدي من أفراد العائلة، وهذا كله يجعل الطفل يفقد الثقة في نفسه وفي أسرته وفي المجتمع بشكل عام الذي لم ينصفه وهو المظلوم المعتدى عليه، ومرحلة الطفولة تكون من المراحل المبكرة للنمو النفسي لدى الإنسان، وأي اختلال فيها كهذا الموقف يؤدي إلى زيادة إمكانية تعرض هذا الطفل لشتى أنواع المرض النفسي، وقد يسلك الطفل نفس سلوك الجاني بالاعتداء على آخرين كنوع من الانتقام. لابد أن يفهم الطفل ويقال له جسمك شيء خاص بك وخاصة الأجزاء التي تغطى بالملابس الداخلية سواء كنت ولداً أم بنتاً، إذا طلب منك أحد أو تحايل عليك ليجعلك ترضى بأن يلمس أو يرى أو يصور هذه الأجزاء من جسدك فإنه يعتدي عليك جنسياً،وإذا طلب منك أحد أن تلمس أنت أو ترى هذه الأجزاء أو صورها فهذا أيضاً يعني أنه يعتدي عليك جنسياً، ولكن أحياناً يحتاج طبيبك أن يلمس أعضاءك الخاصة لغرض الكشف الطبي، فهذا لا يعتبر اعتداء جنسياً، وعندما يحتاج الأطفال الصغار للاستحمام والتنظيف وهم لا يستطيعون القيام بذلك بأنفسهم، هذه الأنواع من اللمسات لا تعتبر اعتداء جنسياً فهذه اللمسات لا تجعل الطفل يخاف أو يشعر بعدم الارتياح. وفيما يلي أسباب انتشار التحرش الجنسي: • نقص التوعية الجنسية المطلوب توفيرها للأطفال في مختلف الأعمار. • التكتم على هذا الجانب من قبل أولياء الأمور. • حب الاستطلاع الذي يتميز به الأطفال مما يدفعهم إلى ممارسة تلك السلوكيات. • العامل الاقتصادي الذي يدفع العائلات أن ينام أفرادها في غرفة واحدة. وفي الواقع إن التوعية الجنسية يجب أن تبدأ من العائلة بما ينسجم مع أعمار الأطفال وتتكامل هذه التوعية في المدارس وذلك بتدريس هذا الموضوع بشكل علمي ، وتوزيع كراسات على الآباء والأمهات لتوعية الأطفال وإفهامهم بأن تلك السلوكيات مرفوضة دينيا واجتماعيا وأخلاقيا..الخ ،ولابد أن نطمئن القراء أن الحل ليس مستحيلاً وأن العلاج ميسور ،فالكثيرون ممن تعرضوا لاعتداءات مختلفة تخلصوا من تلك الصراعات والمعاناة ، ومارسوا حياتهم بشكل طبيعي ، وتزوج البعض منهم ، وأنجبوا أطفالا ، ولم يكن لديهم مزيد من الانحراف وذلك بالعلاج والعزيمة وعدم خجل الأهل والاحتواء النفسي في الوقت المناسب . التوصيات : • توعية الأبناء منذ الصغر وبشكل صريح بعيد عن الابتذال. • أن تكون التوعية حسب عمر الطفل وتكون مبسطة جداً مع الصغار وبتوضيح أكثر مع الكبار. • عدم السماح للأطفال أن يناموا بفراش واحد . • ينبغي مراقبتهم عند اللعب خاصة عندما يختلون بأنفسهم فقد يفعلون أشياء تعتمد على التقليد للكبار وببراءة . • لا يسمح للأطفال اللعب مع الكبار والمراهقين لئلا يحدث المحظور عن طريق الاستغلال والاعتداء والانحراف وهذه هي الطامة الكبرى . • ينبغي على الوالدين الحرص والحذر الشديد أثناء ممارسة العلاقة الجنسية فيما بينهما وأن يسيطرا على كل مجال يتيح التلصص لأبنائهما أو سماع صوتهما لان حب الاستطلاع لدى الأبناء بهذا الخصوص شديد جداً . • تجنب التحدث أو التشويق أو الإثارة الجنسية مهما كان نوعها . • بعض الأمهات تلاعب طفلها بمداعبته لأعضائه الجنسية وهو صغير كي تثير لديه الضحك وغرضها الدعابة ولا تدري أن هذه المداعبة ستجلب له المشاكل فيما بعد . • لتشجيع الطفل على التصريح والكشف عن أي تحرش جنسي يحدث له على الأبوين أن وتؤكد الدراسات النفسية أن أقل تحرش جنسي بالطفل يخلق له عاهة نفسية مستديمة طوال حياته، إلا أن معظم الناس لا يدرون عما يحدث لأطفالهم، ليس بالضرورة لإهمال منهم، بل لأن الطفل ربما لا يصارح أحداً بما حدث؛ فقد يخاف أو يشعر بالذنب؛ فهو لا يعرف أنه بريء، وأنه ضحية، فالطفل الذكر ربما يتوحد مع الجاني ويأخذ طريقه إلى الشذوذ، ناهيك عن حالات الخوف والقلق التي تلازمه طوال حياته، أما الأنثى فإن أكثر ما ينعكس على حياتها من جراء ذلك خوفها من الرجال عمومًا، والرهبة دون أسباب واضحة، والخوف من المستقبل، والخوف من العلاقة العاطفية الخاصة في الزواج، وتخاف من لمس الأماكن الحساسة في جسدها؛ لأن ذلك يحرك مخاوفها القديمة الراكدة، وقد يتولد للمرأة أيضًا شذوذ جنسي ربما بشكل غير مباشر؛ فتكره الرجل، وتميل إلى جنسها حين تشعر بالأمان، وكثير من العلاقات في الزواج تدمَّر بسبب تحرش جنسي على المرأة حين كانت طفلة؛ حتى إن كان مجرد لمس جارح لملابسها؛ فالموقف برمته يحدث شرخًا بداخلها.يحيطا الطفل بالحنان والحب ويزرعا الثقة بينهما وبين أطفالهما.