مأساة أم

قصة واقعية من ملفات الملتقى الأسري ” المحامي :يونس الطهراوي بناء على الدعوى والطلب والتراضي فقد حكمت أنا القاضي الشرعي بتمكين المدعية من مشاهدة أولادها الأربعة كل يوم خميس في مقر الملتقى الأسري بالمركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات . بهذه الديباجة يعتقد القاضي وآخرون أنهم قد نهوا مأساة أمُ لها من الأولاد ستة أكبرهم “هـ وأصغرهم “د” وتقع أعمار الآخرين بين أكبرهم وأصغرهم . المشترك أنها حرمت منهم جمعيا ، والأدهى من ذلك أنها لم تستطع تنفيذ الحكم الصادر من شهر يناير تشد رحالها كل يوم احد لتستقر في المركز تنتظر وتنتظر تتنقل من صالة الجلوس إلى النافذة ولكن دون جدوى لكنها واصلت الحضور دون ملل أو يأس تارة برفقة أمها وأخرى برفقة أبيها الذين لا تملك سواهم من عائلتها . بعد جهود متواصلة انصاع الأب الذي تناسى العشرة الزوجية في خضم النزاعات التي استمرت عشرين سنة والزوجية التي لازالت قائمة ولكن القيم الإنسانية لا ذكر لها بينهم ولا أخلاق في حبهم التي طالت غبارها الأطفال الذين أنجبوهم لهذا المصير المظلم ، والمشكلة حتى انصياعه والتنفيذ كان على طريقة المماطلة والتجزئة التنفيذ في كل مره يحضر واحد من الأولاد مدعيا أن الآخرين في مدارسهم فتم حصار مبرراته وتفنيدها و تحديد يوم وساعة تناسب كافة الأطراف وفعلا ليكون اللقاء الأول بعد اتصالات متعددة وتدخل الجهة التنفيذية جاء الأطفال بشق الأنفس كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون . والمفاجأة أن الأطفال رفضوا الجلوس مع والدتهم واستقبلوها كأنها ليس أمهم ورفضوا حتى مصافحتها أو السماح لها بان تأخذهم في حضنها بعد هذا الغياب الطويل وسط دموعها التي انهمرت بالتوازي مع تبريراتها التي وللأسف لم تجدي نفعا . وبدقات الساعة التي استقر عقربها الأصغر على الرابعة واقترب الأكبر على الثانية عشر ليرفض الأب السماح للأكبر التجاوز ولو دقيقة واحدة . نهاية يوم سئ بالنسبة لهذه الأم التي توقعت أنها انتصرت على الأقل في إجباره بإحضارهم لكن كانت هزيمتها في استنكاف فلذات أكبادها من مبادلتها مشاعر الأمومة التي كانت قد رسمته طيلة فترة انقطاعها القسري عنهم ليمارس الأب كل أنواع التحريض التي تولد عنه قسوة في المشاعر والأحاسيس .