ظاهرة التسرب الدراسي ولجوء الأطفال إلى مقاهي والعاب الانترنت

إعداد المرشدة النفسية/ شرين البياري لا يزال العشرات من الطلاب تائهين بين الاستمرار أو اللجوء إلى نوادي العاب الانترنت التي تمتلئ يوميا بهؤلاء الطلاب بعيدا عن عين الرقابة الأسرية والمدرسية يلهون ويتسكعون غير مدركين لمصيرهم والسؤال الذي يطرح نفسه هل من سبيل لمساعدة هؤلاء الطلاب قبل فوات الأوان وما دور الجهات المختصة المفترض بها رعايتهم وحمايتهم وما مسؤولياتهم تجاه هذه الظاهرة حين تمر جانب محلات الانترنت وغيرها من الأماكن التي قد تكون مرتعا للانحراف والتي تعود بهم في النهاية إلى الضياع وتحرمهم من أن يكونوا جيلا مثقفا منتجا في المجتمع، برزت محلات ألعاب الفيديو vedio gamesفي الآونة الأخيرة كهدف للمتسربين من المدارس وسببا إضافيا ومعزيا يدفعهم للتسرب وبالنظر إلي أعمار مرتدي هذه المحلات نجد أنها تتراوح ما بين أعمار المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية . وعليه فهي ظاهرة منتشرة بين مختلف المراحل المدرسية ز ويداوم المتسربين علي هذه المحلات في أوقات الدوام المدرسي وفي خارجه أما عن طبيعة ما تقدمه هذه المحلات وعن ماهيتها فهي وبشكل عام ومبسط محلات مجهزة بشبكة مكونة من عدة أجهزة كمبيوتر يستطيع من خلالها المستخدمين ممارسة لعبة ما بشكل جماعي كل من علي الجهاز الذي يجلس خلفه وعوضا عن أجهزة الألعاب القديمة فإن استخدام أجهزة الكمبيوتر يتيح ويسهل علي مالك (مقهى الألعاب )تغيير وتجديد الألعاب باستمرار مما يساعد علي منع الملل من التسرب إلي المستخدمين ويحافظ علي استمرار ترددهم علي المقهى وتنتشر مقاهي الألعاب بكثرة في أماكن قريبة من المدارس مما يسهل علي المتسربين الوصول إليها . كما أنها كمكان للتسلية والترفيه المعتمد علي النشاط العملي الذي يثير إلي الروح الاستماع لدي المستخدمين فهي عند المتسربين أفضل من المدرسة التي تفتقر إلي فقراتها اليومية بما تشمله من دروس جافة ونظرية وأسلوب تدريس عقيم لأي وسائل جذب أو أدوات تستحث وتبعث الاستماع والانسجام أسباب مقاهي انتشار مقاهي الألعاب : مقاهي الألعاب الشهيرة ليست ظاهرة وليدة الفترة والأشهر الأخيرة فهي موجودة منذ عدة سنوات لكن انتشارها المكثف والواسع هو الجديد ولهذا الانتشار أسباب كثيرة : – توفر خدمة الانترنت المنزلي جعل رواد مقاهي الانترنت يعزفون عنها كونه أصبح باستطاعتهم الاتصال بالشبكة العالمية من منازلهم وبحثا عن زبائن جدد ارتأي أصحاب تلك المقاهي إلي تحويلها إلي مقاهي الألعاب – فتح مقهى للألعاب يحتاج إمكانيات مادية ليست بالبسيطة لكن الظروف الأخيرة ودخول البضائع والأجهزة إلي القطاع عبر الاتفاق بأسعار منخفضة مقارنة بالأسعار السابقة ذللت هذه المشكلة وسهلت إمكانية توفير الأجهزة اللازمة لفتح مشروع مقهى ألعاب – نتيجة للظروف الراهنة وركود سوق العمل فقد وجد عدد من خريجي التخصصات المرتبطة بعلم الكمبيوتر هذه المشاريع أحد الخيارات القليلة المتاحة أمامهم لكسر حالة البطالة التي يعانون منها رغم أنها بعيدة عن مجال تخصصاتهم – من ناحية أخري وفرت هذه المقاهي( كونها تعتمد علي الحاسوب) للفاشلين والمطرودين من الكليات والتخصصات المرتبطة بعلم الحاسوب وفرت غطاء لفشلهم يختبئون وراءه من مواجهة أنفسهم والمجتمع المحيط كونها مهنة سهلة بالمقارنة مع محلات الصيانة والبرمجة التي لا يفقهون بها – اعتقاد الأهالي بأن هذه المقاهي تنمي قدرات أبناءهم في التعامل مع الكمبيوتر وجعل منها مشروعا يدخل علي أصحابه ربحا ممتازا بدون بذل جهود شاقة في تحصيله  بعض الأضرار التي تنتج عن هذه الظاهرة : – كون أن رواد هذه المحلات هم من طلاب المدارس وكونها ظاهرة تتسبب في تسربهم منها فهي تلح ضررا ليس بالهين في المسيرة العلمية لمرتادي تلك المحلات وتضعف من تحصيلهم العلمي – يلعب الأطفال داخل هذه المقاهي كخدمة مدفوعة الأجر وهذا يتسبب في جعلهم يواجهون مصروفهم اليومي لهذه الغاية بدلا من صرفه علي الاحتياجات الطبيعية للطالب المدرسي – قد يلجأ بعض الأطفال إلي استخدام طرق غير مباحة للحصول علي المال اللازم إذا ما عجزوا عن الحصول عليه (كسرقة من جيب ولي الأمر )وبالتاي اكتساب صفات سيئة – يهدر الأطفال أوقات طويلة داخل هذه المقاهي ويتعلق بعضهم لدرجة الإدمان ويعمل ذلك علي إبعادهم عن التواصل الاجتماعي مع أهلهم – قد تسبب الظروف والمتغيرات الطارئة كانقطاع التيار الكهربائي في اكتئاب المدمنين علي هذه المقاهي كونها تحرمهم من ممارسة هوايتهم المحببة – يمنع بعض أولياء الأمور أبناءهم من دخول هذه المقاهي وبالتالي تصبح فترة الدوام المدرسي هي الوقت المتاح لفعل ذلك بعيداً عن رقابة ولى الأمر والتسرب من المدرسة أمرا لابد منه لتحقيق الرغبة – معظم الألعاب المتوفرة في المقاهي هي العاب حربية تدور فكرتها حول قتل المنافسين من اجل الفوز باللعبة ويؤدى ذلك إلى تنمية نزعة العنف في نفوسهم وقد يخرج هذا العنف ضد زملائهم في المدرسة وغيرها من الأماكن – في كثير من الأحيان يتواجد داخل المقهى مستخدمين من فئات عمرية مختلفة ويحدث أن يتلفظ المستخدمين ألفاظا نائية وسوقية أثناء اللعب وقد يتعلمها الصغار وتنتشر بينهم التوصيات: – ضرورة التواصل المستمر من قبل الأهل مع المدرسة . – ضرورة إشراف الجهات الحكومية المختصة والإشراف على المقاهي بشكل مستمر – ضرورة تفعيل الأنشطة اللامنهجية في المدارس للترفيه عن الطفل لإيجاد بديل عن المقاهي .