العنف ضد الأطفال ..رواية من روايات الرعب!!
لا شك أن ظاهرة العنف المشينة ضد الأطفال على مستوى العالم تمثل ما يشبه رواية من روايات الرعب التي كثيراً ما تظل محبوسة في طي الصدور؛ إذ يُستَخدم العنف وعن قصد سافر ضد أضعف أفراد المجتمع وأعجزهم عن حماية أنفسهم، وهم الأطفال في المدارس والملاجئ والشوارع ومخيمات اللاجئين ومناطق الحرب والمعتقلات والحقول والمصانع. خلال الأيام الأخيرة تداعت إلى مسامعنا أخبار عنف أسري غريبة كانت أشبه بالصدمات التي روعتنا وهزت ضمائرنا. فهذا أب يعذب بناته تعذيباً شديداً ويمارس عليهن أشد صنوف القهر الأسري لمدة عشر سنوات دون أن يدري أحد. وكانت الصدفة وحدها هي التي كشفت هذه المأساة حينما توسلت إحدى الفتيات لمعلمتها بأن تبقى في المدرسة عقب نهاية الدوام، وتبين أن والدة الطفلة قد انفصلت عن والدها وبقيت وأخواتها تحت كنف الأب، الذي كان يقوم بممارسة صنوف التعذيب الجسدي عليهن.وذاك أب يقتل زوجته وابنه الرضيع الذي لم يتجاوز الأشهر الثمانية عن طريق إغراقهما في مغطس الحمام. وثالث يعذب ابنته ذات الاثنى عشر ربيعاً ويعلقها لمدة ست ساعات حتى تموت. وذاك طفل ملقي بقرب حاوية لا يتجاوز عمره اليوم! وثمة أب يسجن طفلته في غرفة مظلمة لمدة ثماني سنوات.. هذه عناوين تشكل جزءا من فيض تطالعنا بها الصحف ووسائل الاعلام والتي تشكل انتهاكًا صريحًا لحقوق الطفل. فالأطفال وعلى الرغم من أنهم يشكلون ما يزيد على أكثر من نصف سكان الوطن العربي، فإن كثيرًا منهم يواجهون أنماطًا من العنف الذي قد يصل إلى الوحشية والجريمة والتي تعتبر أسوأ وجوه العنف ضد الأطفال، حيث يكون مرتكب جريمة العنف في حق الطفل هو الأب أو الأم أو أقرب الناس إليه. الحديث عن العنف ضد الأطفال سواء كان بالضرب أو اللفظ أو التعرض فعل منافي للآداب للحياء اتجاه الأطفال يزداد يوما بعد يوم، لا بل لا يمر بوم دون ان يسمع عن جريمة بحق طفل أو طفلة بشكل تقشعر له الأبدان! السؤال: هل نحن مرضى؟ هل نحتاج لأنطمة جديدة تحمي أطفالنا منا؟ وهل آن لنا أن نعترف بحقوق الطفل، مثلما نتشدق كثيراً عن حقوق الإنسان وحقوق الطفل والاتفاقيات المرتبطة به والتي من المفترض أن توفر له حماية كاملة؟ إذ تنص اتفاقية حقوق الطفل، التي صادقت عليها كل دول العالم تقريباً، على إلزام الحكومات بحماية الأطفال من كل أشكال العنف المادي والمعنوي. إلا أن ملايين الأطفال ما زالوا يعانون من العنف والإيذاء؛ وكثيراً ما يُنظر إلى أعمال العنف في هذا الصدد على أنها حوادث مؤسفة ولكنها فردية منعزلة وليست ظاهرة عالمية تستدعي ردود فعل دولية متضافرة…أضف إلى ذلك أنه العنف والجرائم التي تنتهك ضد الاطفال لاتزال مستمرة بسبب السكوت عنها والتقاعس عن اتخاذ إجراء حيالها؛ فقد وجدت منظمة “مراقبة حقوق الإنسان” في حالات تعرض الأطفال للانتهاكات البدنية أن مرتكبي هذه الانتهاكات يفلتون من العقاب في كل الأحوال تقريباً. وإذا كان مرتكبو العنف الأسري في بعض الشعوب والعصور الغابرة يذبحون أطفالهم ويقدمونهم قرابين للآلهة أو يعتبرونهم من ممتلكاتهم الخاصة أو بمثابة العبيد، أو يقتلون أولادهم خشية إملاق أو يئدون بناتهم خوفًا من العار؛ فإن جرائم العنف المرتكبة حديثًا بأيدي الآباء والأمهات ضد أطفالهم لا تقل بشاعة! فماذا نحن فاعلون؟! بقلم خالد محمود http://news.maktoob.com/article/5810930