زوجتين وأنا الثالثة

نوع من أنواع العنف يعتقده البعض أنه بسيط ولا يلحق الأذى ولكنه في الحقيقة أكثر تأثيراً ووقعاً علي النفس عن غيره، ألا وهو العنف اللفظي الذي يجرح القلب ليصل إلي الأعماق ويترك آثاراً سلبية كعدم الثقة بالنفس وعدم الثقة بالقدرات الذاتية إضافةً إلى سلب الحقوق والحرمان من الحرية الشخصية ليجعل السيدة كالعصفورة في القفص مخنوقة ومكبلة. وهذا ما كانت تعانيه السيدة (ع) البالغة من العمر 27 عاما، حيث دق الحب بابها لتختار رفيق الدرب التي كانت تنتظره، وباتت تحلم بالحياة السعيدة التي تتمناها كل فتاة، واكتمل الحلم وتزوجت من الشخص التي أحبته علي الرغم من أنه متزوج من سيدتين، وعاشت معه شهرين من أجمل أيام عمرها، ولكنها لم تهنأ بالسعادة بعد أن قام زوجها بتعكير صفوة حياتهم الجميلة بأن أحضر زوجته الأخرى لتعيش معها، ومن هنا بدأت المأساة والمعاناة، والغيرة التي توقد في القلوب ولا تنطفئ، فذهبت إلي بيت أبيها وهي حامل غير قادرة على تحمل الوضع ومكثت عند أهلها فترة الحمل وبعد الميلاد إلي أن بلغ الطفل الحول ،فطلقها زوجها لأنها طلبت حقها في السكن، وبعد عامين لجأت إلي المركز لطلب المساعدة والرجوع إلي زوجها فقمنا بتقديم الدعم النفسي الاجتماعي والقانوني والإرشادي، واستدعاء الزوج للحديث معه، وإكسابهم بعض من المهارات وأساليب للتعامل مع الحياة الزوجية من خلال ذلك رجعت العصفورة إلي بيتها هنيئة وراضية علي عيشتها