طفلة بريئة… ولمسات سيئة

قد تضيق أحيانا مفردات اللغة علي اتساعها عندما يبدأ القلم بتسطير قصة تشكل مأساة حقيقية ونموذج لكارثة أخلاقية أصابت جزء رئيس من المجتمع وهو الأسرة، قد يتعرض الإنسان فينا لاعتداء أو تعنيف أو استغلال، فيبحث جاهداً إلي ركن شديد يستند عليه ومأمن يلتجأ إليه عند الشدائد، إلي أبيه أو أخيه، ولكن الوضع في قصتنا أو قد نسميها مأساتنا مختلف، فتاة نشأت لتواجه الاعتداء والاستغلال من والدها وأخيها ، ليس اعتداءً عادياً ، بل اعتداء تعافه النفس وتتقزز عن ذكره. أن تتحول النظرة البريئة من الأب تجاه ابنته البالغة الثانية عشر من عمرها لتصبح نظرات ملؤها الرغبة المقززة .

بدل أن تمد هذه الأيادي الحانية المواسية الدافئة علي رأس طفلته تصبح لمسات سيئة ذات غرض بخس. أنها فتاة بدأت قصتها مع شخص يدعى والدها عندما بدأ بالتحرش بها وهي في الربيع الأول من عمرها، أي طفلة بريئة لم تعي لنظرات والدها إليها.

وشاء القدر بأنها تزوجت من شخصية ظنت أنها وصلت لبر الأمان، ولكن ما كان من الزوج من ضعف وفقر وإهمال جعلها تلجأ لتلبية حاجاتها من خلال رغبتها الجنسية مع الآخرين، وكانت الكارثة ألكبري أن يعرض الأخ عليها مبلغ من المال مقابل استغلالها جنسياً، ومن هنا رفضت ولجأت للمساعدة لتخليصها من حالة الضياع التي تعيشها.

وبدأ تدخلنا لمساعدتها علي التخلص من الصدمة التي تركت آثارها لفترة طويلة من حياتها، ومن خلال دعمها ومساعدتها نفسياً واجتماعياً ومساعدتها للتغلب علي وضعها الاقتصادي من خلال عملها كوافير والاقتراب من زوجها و بتوفيق من الله تعيش الآن حياة هنيئة.