هربتُ من ظلم الزوج فوجدت ظلم الأهل

غزة/ بدأت قصتي وأنا طفلة في الثانية عشر من عمرها عندما تحرش بي أحد جيراني وجئت لأحتمي بأبي فحملني المسئولية الكاملة ورماني بيد رجل يكبرني بثلاثين عام. قضيت معه عشرة أعوامٍ من الذل والإهانات والمسبات حتى وصلت للطعن بالشرف، ومع ذلك كنت أُصبر نفسي بمقولة ” اصبري مشان ولادي يعيشوا” وحتى لا أعود لوالدي أجر خلفي كلمة “مطلقة” وأُصبح الشغل الشاغل للمجتمع. ولكن اشتدت المشاكل، وأصبح زوجي غير قادر علي إعطائي جميع حقوقي الشرعية، وصار يستخدم معي أساليب غير شرعية للمعاشرة الزوجية مما فاق طاقتي، وما زاد الطين بلة أنه في يوم قام بإدخال ابنه من امرأة أخري علي في غرفة النوم ليتحرش بي، فكانت هذه الشعرة التي قصمت ظهر البعير، خرجت إلي حيث يجب أن أكون إلي بيت أهلي، ولكنهم رفضوا استقبالي لأنني سأبقى معلقة وليس بمطلقة، فلم أجد لي ملجأ أحتمي به سوي جثة أخي الهامدة في ترابها ، فاتجهت إلى المقبرة وجلست بجوار قبره يومين دون نوم أو طعام أو شراب، إلي أن جاء خالي وأخذني عنده، ومن هنا بدأتُ قصةً جديدة مع المحكمة، حيث اتجهت لها لطلب الطلاق، ولكن الأسف المحكمة كانت تماطلني حتي أولادي لا أراهم وهنا أصبحت في خندق مظلم بين ظلم الزوج وظلم الأهل. وأخيراً لجأت إلي المركز لطلب العون والمساعدة وإعطائي أبسط حقوقي وهي ورقة الطلاق التي أصبحت الأمل الوحيد لإحياء حياتي من جديد.
تدخل فريق الإرشاد والتوجيه في المركز وقدم المساعدة الإرشادية والنفسية والاجتماعية والقانونية، واستطاع التحدث إلي زوجها لإعطائها حريتها، وبعد عام وهي معلقة، استطاعت أن تحصل على ورقة الطلاق وكان هذا اليوم بالنسبة لها ميلاد جديد.