العنف البيتي والإيذاء داخل العائلة‏

بقلم :نور جابر
إن العلاقة ومنظومة العلاقات داخل العائلة تمثل المحور الرئيسي للحياة البشرية ولوجود الإنسان والبشر ‏وعدم انقراضه.‏
أذا أين العنف ولماذا العنف وأين الإيذاء النفسي والجسدي والاجتماعي والاقتصادي والجنسي داخل ‏العائلة وكيف يحدث ولعل أهم أسباب العنف البيتي وتضافره هو تضافر خصائص الحدة العاطفية مع ‏حميمة العلاقات الشخصية في الحياة العائلية , وان الصلات العائلية تكون بالعادة مشحونة بالعواطف إما ‏الحب أو الكراهية فنجد بالعادة مشاجرات وخصومات أو إن تكون نتيجة الرجوع عن مشاعر الكراهية ‏إلى الحب أو العكس تماما ولعل السبب الأخر هو التسامح وعدم اللامبالاة في هذه المشاجرات في المجتمع ‏يجعلها تنتهي كظاهرة وتبقى باطنيا ويكتسبها الأطفال من المحيط وباقي الأسرة الآخرين.‏
‏ إذا العنف ألبيتي هو سلوك مكتسب من الاسره أو أحد إفراد الأسرة وانه ليس وليد مع الجينات التي ‏يولد الإنسان فيها.‏
فالطفل يتعلم في حياه عن طريق الاكتساب الذي يصبح بعدها سلوك يومي يمارسه في حياته بشكل ‏روتيني ومعتاد علية فمثلا البنت تحب دائما أن تقلد والدتها في طريقة الكلام واللبس والولد دائما يبحث ‏عن تصرفات والده فيه ويحب إن يكون نموذج له في الأسرة خاصة في السنوات الأولى منذ الثالثة إلى ‏الخامسة من العمر التي تسمى بالفترة (الحرجة)في اكتساب السلوك .‏
إذا العنف البيتي هو وليد التنشئة الاجتماعية والعادات السلوكية المكتسبة أولاً من الأسرة ثم من المجتمع ‏وإذا أردنا تغيير أو تلاشي هذه الظاهرة من المجتمع ذلك يرجع إلا أين نحن ماذا نريد وأين تصرفاتنا التي ‏هي ميراث أبنائنا من بعدنا وان ننظر إلى أنفسنا قبل إن ننظر إلى ما حدث من ظاهرة،كنا نحن السبب ‏الرئيسي فيها .‏