مشروع التحرش ……باب موصد قد فتحُ

تحدي القبول أم الرفض
بقلم :إيمان أبو سعيد
تمثل فكرة المشروع تحدياً كبيرأُ أمام ثقافة المجتمع الغزي المحافظ، عند البدء في المشروع لم يكن يراودنا الشك بأننا سنُجابه بالكثير من الصعوبات أولها طرح هذا الموضوع الحساس بكل جدية وشجاعة وآخرها اكتشاف حالات لأطفال ضحايا التحرش الجنسي، وإن مرجع هذا اليقين لثقافة المجتمع المغلقة والمحافظة والخجولة إن صح التعبير، وهذا ما حدث بالفعل حيث كان هناك تخوف كبير من الجمعيات الشريكة في المشروع بنجاح فكرة المشروع بزعم عدم تقبل الأهالي من الآباء والأمهات لمثل هذا الموضوع وأننا سنسير ضد التيار وسننحت في الصخر، لكن ما لمسناه على أرض الواقع كان مختلفاً إلى حد ما ، فما أن تبدأ تتحدث للأهالي وتمهد لهم بطريقة غير مباشرة عن فكرة المشروع من خلال سؤالهم عن المشاكل التي قد يتعرض لها أطفالنا في المجتمع فيقومون بذكر العديد من المشاكل كالفقر، الحرمان، عمالة الأطفال ويذكرون مشكلة التحرش الجنسي على استحياء في بعض اللقاءات أو لا يذكرونها على الإطلاق، فيتم طرحها عندئذ و التوضيح بأنها إحدى المشكلات التي يعاني منها الأطفال ،حينها نرى الخجل وقد ارتسم واضحاً على وجوه الأهالي عند ذكر كلمتي ” تحرش جنسي” وكأننا نتحدث في أمور منافية للحياء والأخلاق هذا في بداية الأمر ولكن عند الاسترسال في الموضوع وذكر أهميته يبدأ الأهالي بالتفاعل الكبير مع الموضوع وكأن سيلاً من المعلومات قد نزل عليهم من السماء لم يعتادوا على سماعها فتراهم لا ينفكون يطرحون الأسئلة والاستفسارات أو يقومون بسرد قصص سمعوا بها أو حدثت معهم شخصياً وينتهون بتقديم توصياتهم بعمل جلسات في أماكن مهمشة يرونها في أمس الحاجة لهذه المعرفة.
كان ملاحظاً تعطش الأهالي الشديد لمزيد من المعلومات وكأن باباً مغلقا قد فُتح أمامهم ليتحدثوا بما يجول في خواطرهم …قصص حدثت معهم ..ذكريات اختاروا ألا يتحدثوا عنها ..أوصدوا الأبواب عليها ..أعتقد انه جاء الوقت وحانت الفرصة للإجابة على أسئلة لطالما أرقتهم ..هم آثروا الصمت والخجل خوفاً من الفضيحة ولم يدروا بأنهم الضحية!
تلك مؤشرات هامة على مدى احتياج الأهل للتثقيف في مواضيع التربية الجنسية لكسر حاجز الخجل من جهة وحماية أطفالهم من التحرش الجنسي من جهة أخرى وذلك لن يتم إلا بتوصيل فكرة المشروع لأكبر قدر من شرائح المجتمع.