رانيا

 رانيا طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات ، تتسم بالهدوء وجمال الوجه والبراءة ، تعرضت رانيا  لإصابة بالغة  في اليد اليمنى في الحرب الاخيرة 2014 م ، الذي أثر على فقدان الحركة في يدها ، مما جعلها تعاني من الاضطرابات النفسية مثل الكوابيس الليلية والصراخ أول سماع صوت المطر ، مما أثر على ضعف التحصيل التعليمي لديها  وأصبحت عنيفة في تعاملها مع اخوانها داخل المنزل ، فهي أيضاً لم تجد الاهتمام الكافي لمساعدتها على تجاوز حاجز الخجل والانعزال والخوف والسلوك العدواني  .
 تم اختيار رانيا في مشروع ” دعم نفسي اجتماعي للأطفال في حالة الطوارئ ” ،  حيث تمكنت من الاستفادة من العديد من الانشطة والفعاليات التي تهدف إلى حماية وتحسين الحالة النفسية عند الاطفال في كافة مناطق قطاع غزة الأكثر ضعفاً ، في بداية المشروع لاحظت أن رانيا تميل للانطوائية بشكل كبير والجلوس بعيداً وتفضل عدم الاحتكاك بالطالبات بعد أن كانت من أوائل الفصل ، وبناء عليه وبعد معرفة حالة رانيا وظروفها عملت من خلال مشروع دعم نفسي اجتماعي للأطفال في حالة الطوارئ ،  على إخراج رانيا من حالة الانطواء والخوف من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة التي تتمحور حول إدارة الضغوط  النفسية لدى الطفلة الذي يتخلله عدة محاور وهي  زيارات ميدانية ، وجلسات حوارية ، والإرشاد الجمعي والفردي ، وتمارين الاسترخاء ، واستكشاف الذات ، والتمركز نحو الاستشفاء الذاتي  ،  وقد تم أيضا  تقديم  بعض النصائح الخاصة في آليات التعامل مع الآخرين وممارسة الرياضة وإشغال نفسها بأشياء مفيدة تنتج بها لصالح دراستها ومستقبلها ،وإعطائها اليات ارشادية بتفهم وضعها والإيمان بالقضاء بالقدر والعمل على التكيف والتغلب على الصعوبات والتخطيط للوصول للهدف الذي تطمح به .
 بدأت رانيا يوم عن يوم تتخطى حاجز الخجل والانطواء وتزيد رغبتها في الدراسة وتكوين صداقات وتظهر مشاركتها الواضحة في  الحصة وتحسن ملحوظ على مستواها وذلك بشهادة والدتها وتحسن درجتها في الاختبار التشخيصي البعدي  الذي ارتفعت فيه درجتها عن الاختبار القبلي ، وأصبحت الطفلة أكثر فعالية وأكثر شعورا بالأمان والتفاؤل بالمستقبل وتغيرت نظرتها للأشياء وخفت حده المشاكل النفسية التي كانت تتربع على قلبها ،  وأصبحت الان الطفلة المبادرة ولديها ارادة وعزيمة وأصبحت ذو قناعة بالتغيير الايجابي .