مناظرة المشاركة السياسية للشباب في صنع القرار

غزة-وحدة النشر والمعلومات

نظم المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات بالشراكة مع الصندوق الوطني للديمقراطية اليوم الأربعاء في مطعم اللاتيرنا , مناظرة بعنوان ” المشاركة السياسية للشباب في صنع القرار السياسي  ” ضمن مشروع “خطوة متقدمة نحو السلم الأهلي” , بحضور مدير المشاريع في المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات مدير الجلسة الأستاذ عبد المنعم الطهراوي, والممثلين عن الفريق المعارض الدكتور أحمد المدلل قيادي في حركة الجهاد الإسلامي , وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتورة آمال حمد , وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية الأستاذ جميل مزهر , والفريق المؤيد والممثلين عنه القيادات الشبابية حنين أبوحمدة , ظريف الغرة ومراد أبوغولة .

وقد افتتح الجلسة الأستاذ عبد المنعم الطهراوي بطرح المقولة الأساسية للمناظرة  أنه ” يرى الشباب أن الأحزاب السياسية لا تساهم ولا تدفع الشباب للولوج في صنع القرار السياسي” , وأكد أن مثل تلك المناظرات التي ينفذها مركز حل النزاعات ليست بصدد تحديد الغالب والمغلوب إنما هي لتطوير وتعزيز لغة الحوار بين الشباب والمسؤولين السياسيين .

هذا وقد أوضحت حنين أبوحمدة من الفريق المؤيد للقضية , أن دور الشباب في الأحزاب السياسية ومراكز صنع القرار هو دور مهمش , وأن نسبة مشاركتهم هي نسبة لا تذكر , وأن الشباب هم أداة لتنفيذ قرارات سياسية لا دخل لهم في صنعها , ولا توجد لهم أدوار فعالة ومؤثرة في القرار السياسي , واستنكرت هجرة الشباب وابداعاتهم في الخارج بينما لا يستطيعون أن يبدعوا في بلادهم التي يجب أن تعتبرهم شركاء في الارباح كما هم شركاء في  رأس المال .

ومن جهته أكد الدكتور أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن الأحزاب والحركات السياسية ما نتجت إلا من القادة الشباب الذين جاهدوا وناضلوا من أجل تأسيس هذه الأحزاب , وأن حركة الجهاد الإسلامي هي حركة شبابية فتية والكثير من المراكز والمناصب يشغلها الشباب في الحركة , ورداً على أسئلة الشباب عن الإبداع الذي يُسمح للشباب في الخارج والتضييق الذي يحدث في فلسطين أرجع السبب إلى الوضع السياسي الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني وأنه مختلف تماماً عن البيئة الأوربية المريحة الديمقراطية , وبالرغم من هذا الوضع الصعب إلا أنه بدون مشاركة الشباب لا يستطيع الحزب أن يقاوم ويثور ضد هذا الاحتلال  ولكنهم لا يستطيعون إلغاء خبرة وتجربة القادة الكبار والمسؤولين القدامى في الحزب .

من جانبه اكد  ظريف الغرة المؤيد الثاني  مقولتهم التي يدافعون عنها من خلال تقديم مجموعة من الادلة و الحجج التي تساند المقولة حيث اكد أنه  لا يوجد على المستوى السياسي ممثلين شباب يشاركون في صنع القرار السياسي كما المتواجدون من الشباب على  المستويات التي تدفع الثمن دائما  , وأن هدفهم كشباب أن يكونوا جنباً إلى جنب مع القادة والمسؤولين في وضع الرؤية والقرارات السياسية وأنها حق من حقوقهم الطبيعية .

هذا وقد أعرب عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية الأستاذ جميل مزهر المعارض الثاني في مجمل رده على ححج الفريق المؤيد  عن أمله في مشاركة الشباب في الأحزاب والقرارات السياسية ولكن هذا يحتاج لعملٍ وجهدٍ دؤوب من الشباب حتى يكونوا أدوار فعالة ومؤثرة على المستوى السياسي وأن التجديد والتغيير مطلوب في المراكز السياسية ولا ينحصر هذا على القادة الكبار , وأن الشباب وقود الثورة وأن الحق ينتزع لا يوهب فهم بحاجة للنضال لانتزاع حقهم في المشاركة وليكونوا أهلاً لصنع القرار السياسي .

وأكد مراد أبوغولة المؤيد الثالث  من الفريق  أن ثقافة الأحزاب السياسية هي ثقافة أبوية وأن عدم مشاركة الشباب في السياسة هي ليست قانونية إنما هي مشكلة ثقافية اجتماعية , وأنه يجب أن يكون هناك استراتيجية واضحة لدخول ومشاركة الشباب في صنع القرار السياسي .

بينما عبرت الدكتورة آمال حمد عن سعادتها بثقافة الشباب ووعيهم وأنهم هم من قادوا البوصلة وحملوا الرايات من البداية , وأن حركة فتح مليئة بالمشاركات الشبابية والأطر الطلابية ولكن الاجتهاد هو الذي يحقق هذا للشباب , وأن وصول الشباب لمراكز صنع القرار السياسي هو حق واستحقاق .وقد استدلت بقولها على ذلك تجربة العمل النسوي الذي استطعن النساء من خلاله تثبيت حق المشاركة السياسية لهن داعية الشباب إلى إتباع الأسلوب نفسه بالمطالبة و المبادرة و ان لا يقتصر الموضوع على الاحلام و التمنيات فقط.

و في نهاية المناظرة كان واضحا أن الشباب من خلال مقولتهم الأساسية أنهم لا يمنحون المساحة الكافية للمشاركة قد لاقت موافقة من الحضور , إضافة إلى إقرار الفريق المعارض بالمقولة من خلال تأكيدهم عدة مرات أنهم ليسوا طرف ضد ما يقال من المؤيدين لأنها هي الحقيقة و أن الفريق المؤيد يملك من الوعي و ثقافة الحوار ما اقنع به الجمهور بوجهة نظرهم .

وفي الختام شكر مدير المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات الجميع من مؤيدين ومعارضين على هذه المناظرة وطالب بأن يعطى الشباب مساحة أوسع في صنع القرار وخاصة في الأطر الطلابية وأنه لا يوجد داعي للرجوع للقادة الكبار في كل القرارات وخاصة التي تخص الطلاب في الجامعات الفلسطينية .