داء السرقة بين الأطفــال بحاجة إلى دواء…

بقلم الأستاذة هدى فتيحه:

هل من الممكن أن تتصور طفلك يسرق ؟ بالطبع هذا الوضع لا يتمنى أي من الوالدين مواجهته, فمن المدهش عند بعض الأطفال أن السرقة أصبحت أمراً مألوفاً في سرقة حاجيات الآخرين.

فكلمة السرقة هي أن تأخذ شيء دون الحصول على إذن صاحبه ومن دون نية لإرجاعه، وعندما يرتكب الطفل السرقة ينتاب الوالدين مشاعر من الخوف والقلق من أن يتكرر هذا الفعل ويتطور ليصبح عادة قد تسبب مشاكل أكبر في المستقبل.

فهناك أسباب عديدة وراء قيام الطفل بهذا السلوك المشين كما صنفها الأطباء النفسيون، فمنها وجود نقص عند الطفل في أي من المتطلبات المعيشية محاولاً الحصول عليها بسلوك غير سليم عبر السرقة أو حرمان الطفل من ممارسة حقه في التمتع بالألعاب كالتي يراها مع أٌقرانه وحتى أن التصنيف يحدد تواجد الطفل مع رفقاء السوء يشجعه على رغبته في تقليدهم بالسرقة من الآخرين.

ومن المخاطر التي تؤثر على سلوك الطفل وتشجعه على السرقة هو مشاهدته لأحداث درامية تجسد السرقة فيلجأ الطفل لتطبيقها بغرض التجربة أو أن يحاول الصغير إظهار قوته وشجاعته فيقوم باللجوء للسرقة أو قد يصاب الطفل بمرض نفسي أو عقلي فيدفعه لعمل سلوك سلبي كالسرقة.

فالآباء والأمهات يجب أن يطلبوا المساعدة من أصحاب الخبرة في التعامل مع أطفالهم الذين تثبت عليهم تهمة السرقة فربما هنالك مشاكل عاطفية يعاني الطفل أو أمراض نفسية مرتبطة بالسرقة وتسمى هوس السرقة و كما يصفها العلماء هي حالة من القلق قبل السرقة يليها حالة من الارتياح عند تنفيذها.

فالضرورة تتطلب عرض الطفل على طبيب نفسي للوقوف على أسباب حاجه الطفل الى السرقة وبالتالي وضع خطه للعلاج حتى لو كانت هنالك خطورة واضحة من سلوكياته الحالية، فالوالد والوالدة عليهما التعامل مع الوضع باهتمام كبير وتفكير عميق لتعزيز العلاقات بينهم وبين أطفالهم، حتى يستطيعا العمل معاً لخلق جو من المحبة والتفاهم الدائم مع تقديم الشرح اللازم للطفل بأن ما قام به هو فعل خاطئ يتنافي مع القيم والأخلاق والدين.

وفي النهاية إن الهدف لدى الأهل يجب أن يكون عدم معاودة الطفل لمثل هذا السلوك المشين ولا ينسوا كأهل مكافأة طفلهم بالثناء إذا عدلَ عن هذا الفعل وتشجيعه عند أداء سلوك حميد ودعمه بشكل دائم ومستمر لضمان انتشار المحبة والمودة بين أفراد البيت كافة.