الصمت الاختياري عند الأطفال

بقلم المرشدة النفسية : سهام صليح الصمت الاختياري هو حالة من حالات الاضطراب النفسي الذي يصيب الأطفال ويظهر هذا الاضطراب في المدرسة أو عندما يتعرض الطفل إلى مواقف اجتماعية معينة ، وكلما واجه الطفل توترا نفسيا كلما بدا عليه هذا النوع من الصمت ويكون العكس عندما يكون مرتاحا وسعيدا فإنه ينطلق في الكلام والحركات . يحدث هذا النوع من الصمت لدى الإناث الصغيرات أكثر مما يكون لدى الأولاد الصغار أي يحدث لهم مابين السن الثانية إلى الثامنة . كثيرا ما يصاب الأطفال بالصمت الاختياري ويعبرون عما يريدون بالإشارات أو حركات الجسم خاصة عندما يواجهون الغرباء أو الأشخاص الذين يثيرون عدم الراحة لديهم ، وله علاقة ماسة بالخوف من الاتصال الاجتماعي . كثيرا ما يؤثر هذا الصمت على التحصيل الدراسي كذلك الإصابة بالكآبة خاصة إذا واجه الطفل من يستهزئ به من الآخرين سواء الكبار أو الأطفال في المدرسة أو الحارة . كما يعاني الطفل الصامت من صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية مع الأطفال الآخرين ، وقد تستمر هذه الحالة وتنمو مع نمو الطفل إذا لم يعالج في الوقت المناسب ، وإذا استمرت الحالة بعد سن العاشرة دون علاج قد تستمر وتكون مزمنة لدى الفرد . يمكن أن نطلق على هذا الصمت الاختياري صفة الصمت الإجباري وليس الاختياري لأنه جاء دون اختيار الطفل له . أسباب ظاهرة الصمت الاختياري : هناك أسباب عديدة للصمت الاختياري منها: ـ الخوف من الاتصال الاجتماعي ـ ضعف الثقة بالنفس ويشتد ذلك عند الذهاب إلى المدرسة لأول مرة . ـ الشعور بالخجل الشديد نتيجة للتنشئة الاجتماعية الخاطئة . ـ اضطراب اللغة ومشاكل اللفظ . ـ الاتكالية التي يمارسها الطفل نتيجة لمعاملة الوالدين . ـ الدلال الزائد الذي يتلقاه الطفل من الوالدين . ـ الشعور بالقلق والاضطراب النفسي . ـ المشاكل العائلية والشعور بعدم الاستقرار والأمان . ـ الحد من العلاقات الاجتماعية بحيث لا يسمح للطفل من الاتصال بالآخرين وتكوين الصداقات أو العلاقات في المراحل الأولى من النمو وعندما يواجه الأطفال الآخرين خاصة في المدرسة للوهلة الأولى تظهر هذه الحالة . ـ الصرامة في المعاملة وتسلط الوالدين أو من يتعامل مع الطفل من الكبار . ـ تعرض الطفل لمواقف من الاهانة والاستهزاء . مظاهر الصمت الاختياري : تظهر على الأطفال بعض السلوكيات التي يمكن ملاحظتها للوهلة الأولى وقد تأتي تلك السلوكيات تدريجيا وتشتد كلما تعرض الطفل لمواقف تثير التوتر إليه . يمكن تلخيص تلك المظاهر كما يأتي : ـ يلتزم الطفل الصمت عندما يلتقي بالغرباء كالطبيب أو المعلم . ـ يلتزم الصمت عند وجود الأب المتسلط الشديد . ـ يلتزم الصمت عندما يواجه موقفا يثير القلق لديه كترك الطفل مع الآخرين وابتعاد الوالدين عنه . ـ العزوف عن الذهاب إلى المدرسة . ـ حالات العناد التي تظهر على الطفل . ـ التوتر والعصبية من مواقف لا تحتاج إلى تلك العصبية . علاج حالة الصمت الاختياري : يتم علاج الصمت الاختياري بالعلاج النفسي والعلاج الدوائي كما يأتي : ـ العلاج بالأدوية التي تعطى للمصابين بالكآبة ـ العلاج النفسي السلوكي الإدراكي . ـ التعاون بين الأسرة والمدرسة والأخصائي النفسي والاجتماعي . ـ معاملة الطفل معاملة حسنة . ـ تقوية الثقة بالنفس . ـ تدريبه على الاعتماد على النفس والابتعاد عن الاتكالية . ـ تجنب الاستهزاء به عندما يتكلم وإعطائه الفرصة للتعبير عن أفكاره وما يريد . ـ إتاحة الفرصة الكافية له لتكوين الصداقات والعلاقات التي يرغب بها مع التوجيه إن حدث خطا في تلك العلاقات بعيدا عن التوتر . ـ تجنب التسلط والقسوة في المعاملة . ـ الترفية ومساعدة الطفل على التخلص من التوتر والقلق قدر الإمكان . ـ إتاحة الفرصة له لتعلم المهارات المختلفة . ـ تدريبه على اللغة السليمة وعلاجه إن كانت لديه صعوبات واضطرابات لغوية . ـ إشراكه في النشاطات الرياضية والاجتماعية المناسبة مع سنه وجنسه . ـ مراقبة سلوكه في المدرسة وحل مشاكله الدراسية . ـ مساعدته في حل مشاكله بعيدا عن التدخل غير المنطقي . ـ علاجه باللعب والرسم والاسترخاء .