أنا القاتل

بقلم المرشدة النفسية:رنا النحال أنا القاتل, القاتل أنا صرخة صرخ بها الطفل “و” عندما سألته …؟ من أنت القصة تعود إلى أحداث ماضية مر بها الطفل “و” قبيل دخوله الصف الأول بأسابيع, هذا الطفل الذي عرف عنه الذكاء والوسامة, أمه كانت تقول عنه أنه راح يطلع مثل أبوه شاطر وحلو , لم ترحم هذه الشهادة وغيرها من أن نسي ما حصل معه في أيام الصيف الماضي. أخيه الأصغر أحبه كثيراً وأحب والديه كذلك هذا الحب لم يمنع الافتراق في هذه العائلة ،حيث يعمل الوالد ضابط ومعظم وقته خارج البيت , والأم تخرج للتسوق أحيانا ويتركان الصغيران في البيت. في احد أيام الصيف الحارقة عاد الأب إلى البيت… وهنا وقعت الفادحة ووجد الأب ما لم يحمد عقباه… ندم الأب والأم كثيرا وتمنوا لو أن عقارب الساعة تعود للوراء حتى يغيروا ما حصل ولكن الذي حصل لن يتغير أبدا. حاول الأب والأم مرارا وتكرارا إقناعه ليس هو بل هم السبب, ولكن رفض رأيهم ونظر إليهم بعين تقول انتم السبب ,أنا صغير ولا اعرف أنتم الخطأ ،هام الأب في الأرض يمنة ويسرى ليجد حلا لفلذة كبده, وأخيرا استقر به الحال إلى مقر المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات وقابلته المرشدة النفسية وروى لها تفاصيل القصة على لسان ابنه. تركت الصغيرين في أحد الأيام في البيت و خرجت زوجتي للتسوق في ذات الوقت ولسوء حظي تركت المسدس غير مؤمن , ولسوء حظي أيضا كنت أنا والأولاد معتادون على مشاهدة المسلسلات وخاصة مسلسل نصار, حينما خرجت أنا ووالدته وتركت المسدس في البيت. المعروف أن طفلي “و” ذكي وشقي واخذ المسدس من الخزانة وقام بإطلاق النار على أخوه وهو نائم ،و الغريب في الموضوع أن طفلي “و” جلس هناك في الزاوية البعيدة هادئا ساكنا لم يصرخ ولم يبكي حاولت أن اقنع طفلي “و” أن الطلق الناري جاء من اليهود من سقف القرميد ولكنه الى اليوم يقول أنا القاتل. احضر الوالد طفله إلى مقر المركز وجلست معه المرشدة النفسية ووجدت أن الطفل يعانى من عدة أعراض تمثلت بالآتي : العصبية الزائدة في أي موقف , الأحلام المزعجة بدرجة متكررة , المخاوف لدرجة الالتصاق بالأم والأب أينما ذهبت , السرحان معظم الوقت, تشتت الانتباه , انخفاض في درجة التحصيل الدراسي , عدم الرغبة في الذهاب للمدرسة , الصداع والمغص بشكل مستمر, التردد بشكل مستمر إلى المقبرة لزيارة أخيه… و خلال العمل مع الطفل “و” عبر الجلسات الإرشادية صار الطفل يذهب إلى الشارع لوحده وأصبح يحب المدرسة و وأصبح معدله في ارتفاع بشكل ملحوظ , وأيضا أصبح الطفل متكيفا داخل أسرته …