الهروب في اللحظات الأخيرة

بقلم للمرشدة : شرين البياري ( الطفل هـ ) يبلغ من العمر 10 سنوات يقطن في شمال غزة ،تعرض بيته للقصف الإسرائيلي وتمكن هو ووالديه وبعض إخوانه من الهروب من المنزل الذي دمر بالكامل مما أدى إلى استشهاد أخويه الاثنان اللذان يكبراه بالسن، فانتقل (الطفل هـ) وعائلته للسكن في خيمة قماشية لمدة أسبوع تقريبا وبعد ذلك انتقلوا للسكن في غرفة متنقلة فلاحظ الأهل على الطفل بعض التغيرات السلبية بالسلوك والأفكار وكانت السلوكيات مثل الجلوس لوحده معظم الوقت مع السرحان ،الحزن الدائم ،رفضه الخروج من الغرفة إلا للحاجة ( دخول الحمام ) ،العصبية الزائدة ،التحدث عن الموت باستمرار وتمني الموت لنفسه،تذكر الحدث طوال الوقت شتم الآخرين والانفعال عليهم بسرعة وأحيانا التعدي عليهم جسديا ،رفضه للعب مع أبناء عمه وأصدقائه وبتاريخ 28 / 5 / 2009 جاءت الأم إلى المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات تبحث عن من يساعد ابنها بالخروج من الحالة التي يعيشها الطفل وتبين من خلال هذه الأعراض بالإضافة إلى ملاحظات المرشد أن الطفل يعاني من P.T.S.D. وهو اضطراب ما بعد الصدمة فكانت أهم الأولويات للتعامل مع( الطفل هـ ) هي أن يدرك الطفل المشكلة ، وان يستعيد حياته الاجتماعية وان يشعر بالسعادة ، وان يعدل سلوكه السلبي الغير مقبول وأفكاره التشاؤمية. وتم التعامل مع الطفل والأسرة لمدة من تاريخ 28 / 5 / 2009 حتى 2 / 8 / 2009 حيث تم تخريج هذه الحالة بعد أن لاحظ الأهل التحسن الملحوظ على سلوك ( الطفل هـ ) ومن الأدلة على ذلك : خروجه إلى البحر مع أبناء عمه ، ومشاركته بمخيمين صيفيين ، وكان( الطفل هـ) يتحدث عن الحرب بايجابية ، وبين من خلال آخر الجلسات الإرشادية أن أمنيته في المستقبل أن يصبح كهربائي حتى يجد حلا لمشكلة الكهرباء في قطاع غزة وشارك ( الطفل هـ) في مسابقة حفظ جزء عم فخروج (الطفل هـ) من بيته ومشاركته بالمسابقات واختلاطه بالناس اكبر دليل على أن (الطفل هـ) تخطى الحدث وتم استيعابه