لأنها لا تشبه أباها

أ.ط طفلة في الصف الثالث الابتدائي تعيش هي وأسرتها المكونة من ثلاثة أخوة ووالدتها في بيت صغير يملؤه الخوف والإهانة والتعذيب من قبل وحش يدعى والدها بسبب عد وجود شبه بين الطفلة ووالدها. فدارت الوساوس في رأسه والتي تحولت لمسلمات بأنها ليست ابنته. فعلى لسان خالتها التي تصف لنا مشاهد العذاب الذي تعيشه أسرة أختها المريضة تقول ” عانت بنت أختي كتير من وهي عمرها 5 شهور أبوها كان يضعها بالدولاب وكان يضربها ويعلقها عالحيط , وكان والدها يطلعها بنص الليل عشان تشتريله دخان من الدكان وإذا رجعت بدونه كان يدبحها من الضرب وكان يغلط عليها بكلام بذيء” وتضيف الخالة قائلة ” كانت بنت أختي تري والدها عاري الجسد وكانت تراه وهو يشاهد الأفلام الإباحية”، وعندما سألناها عن والدة الطفلة ودورها بحماية أولادها قالت” أختي الحين مريضة مرض شديد وانشلت وبطلت تتحرك وبطلت تشوف بعينها اليمين من شدة الضغط والتوتر والعذاب إلي كان واقع عليها ” . حينها سألت الخالة أين كنتي من كل ذلك قالت ” احنا جينا قبل 10سنوات وتزوجت أختي بناء علي رأي بعض الأقارب انه كويس وبعد شهر سافرنا وما رجعنا بعدها الا مره وحدة , وكان زوجها يتظاهر قدامنا انه كويس بس للأسف كان مخادع, وتضيف ” أختي تعذبت كتير كان أبو ” أ ” يسخن المعلقة عشان يحرق بنته ما كان من أختي الا انها تاخد المعلقة وتحطها علي ايدها وتحرق نفسها حتي بنتها ما تتأذي” . وتضيف الخالة “منذ صغرها وهي محرومة من الاكل مع اخوتها ففي أحد المرات أبوها جاب كرز عالبيت وأعطي كل واحد من العيلة حبتين , وكان لما يعطيهم أي أكل يطلب منهم انهم ياكلوه قدامه عشان ما يطعموها بغيابه , فما كان من أختي الا انها تخبي حبة الكرز تحت لسانها حتي تطعمها لبنتها ” وتضيف الخالة علي لسان الأم ” بنت أختي كانت تقول أمها بأنها وهي صغيرة تمرض وتسخن كتير بدون أي سبب وعرفت الأم بعد هيك انه السبب نفسي لأنه بنتها كانت تشوف كتير من الأكل وكانت تنحرم منه مما أثر علي نفسيتها وصحتها ” . ومن أغرب ما قالت الخالة مؤكدة انه نقلا عن لسان شقيقتها أن الزوج كان شاذ جنسيا ويعاشر الحيوانات في الأرض المحيطة بالمنزل واحدي المرات أدخل الحمار داخل المنزل . علمت الخالة بالمركز وتوجهت إلي مركز العائلة طالبة العون والحماية من زوج شقيقتها بعد أن طرده والدها من المنزل ومكوث شقيقتها في المستشفي وبعد ذلك سفرها للعلاج في مصر , وبقائها وحدها في المنزل مع أبناء شقيقتها وسفر والدها ووالدتها مع الشقيقة, وخوفا من أن يأتي للبيت في الليل، وكان هنا تدخل شبكة حماية الطفولة بذلك. حين التقيت بالطفلة وأختها وجدتها ضعيفة جداً، جسمها مريض وعيونها حائرة , وكانت الصدمة أنني تعرفت من الطفلة من خلال جلسات التفريغ بأن كل ما قالته الخالة صحيح بل وأضافت الطفلة الجديد , في أحد الجلسات طلبت من الطفلة رسم عائلتها علي ورقة وحين أنهت رسمتها تفاجئت انها لم ترسم والدها , حينها سألتها ” انتي شايفه هيك عائلتك كاملة ” فهزت رأسها فقلت “طيب وين بابا ليش مش رسماه” قالت لي “بديش أرسمه”، وحين طلبت منها رسمه استاءت من ذلك وقامت بقلب الورقة ورسمه بشكل سريع ومشوه خلفها. عندما جاء أهل الوالدة من السعودية لمرضها تم تحويلها بعد ذلك لمصر وكنت حينها أكثف جلساتي مع الأطفال خاصة جلسات التفريغ وكانت الطفلة علي أمل كبير بعودة والدتها سالمه من مرضها لأنها أملهم الوحيد . في يوم من الأيام تلقيت اتصال من الخالة بوقت متأخر من الليل وكانت هنا الصدمة بأنه والدة الأطفال توفت متأثرة بمرضها …. استدعي الأمر مجهودا مضنيا من الأخصائيات مع الخالة والأطفال فقامت كلتا الأخصائيتان بالتناوب بعمل جلسات تفريغ نفسي لهم بعد الوفاة خاصة مما جعل الخالة تقول ( أنا ارتحت كتير هلوقت لأني حاسة انه اولاد أختي أخيرا راح يرتاحوا وبتمني انه أحقق أمنية اختي وأوفر الأمان لاولادها.) في اليوم التالي طلبت منها ارسال الأطفال للمركز , وفي أثناء جلسة التفريغ قالت لي ” أ ” ( كان نفسي أحكي لأمي اشي وكان نفسي تسمعني …. كان نفسي أقللها ياريتها ما ماتت وياريت هو ” أبوها ” الي مات ويندفن بدالها”. بصدق ازداد الوضع سوء عند وفاة الوالدة واقتراب موعد سفر الأهل خوفاً من انتهاء موعد إقامتهم . وكان هنا تدخل شبكة حماية الطفولة بالتنسيق مع قرية الأيتام sos حيث تم نقل الأطفال الأربعة للقرية ” اذ يوجد داخل القرية سكن ومدرسة ومربية خاصة وجميع احتياجاتهم موفرة من مأكل ومشرب وملبس وألعاب أي أنها مغلقة بشكل كامل ” وتم توقيع تعهد بعدم اقتراب الوالد من المدرسة . جاءت بعدها الخالة تقول ” الأن أختي ارتاحت بجد وأنا بصدق حابة أشكركوا ” مركز العائلة ” لأنه لولا الله ثم انتوا كان أولاد أختي بالشارع ” . بتمني تتواصلوا دائما مع أولاد أختي لأنني مضطرة أسافر . قامت الأخصائيات بعمل زيارة للأطفال داخل القرية زيادة في الاطمئنان علي سلامة الأطفال .