المركز يطالب باستقلالية الإعلام دعماً للمصالحة الوطنية
بحضور عدد كبير من الإعلاميين والأكاديميين، نظم المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات والحملة الشعبية للمصالحة المجتمعية بالتعاون مع ملتقى إعلاميات الجنوب لقاء طاولة مستديرة في مقر المركز بمدينة خان يونس حول دور الإعلام في دعم جهود المصالحة الوطنية، الذي تم خلاله تناول قضية الإعلام من وجهة نظر مهنية. فقد طالب فتحي صباح مراسل جريدة الحياة اللندنية خلال مداخلته أن يلعب الإعلام دوراً إيجابياً ويساهم في صنع الوحدة والتوافق الوطني وليس دوراً تخريبياً مشيراً إلى بعض وسائل الإعلام التي لعبت دوراً خطيراً في ترسيخ عملية الانقسام، وقام صباح بعرض تاريخي لتطور الحركة الإعلامية الفلسطينية وكيف لعبت دوراً رائداً في وحدة الشعب في مواجهة ومقاومة سياسة الاحتلال الإسرائيلي. أما الأكاديمي عماد محسن فقد أكد أن وسائل الإعلام وبعض الفضائيات نجحت في بعض المراحل بتكريس عملية الانقسام بعيداً عن الدور المهني والوطني, الذي يفترض أن يخدم مصالح المواطنين ويدعو للوحدة الوطنية؛ وأيضاً استخدام عبارات التخوين التي ساهمت في تعميق حالة الانقسام التي يمر بها الشارع الفلسطيني. من جانبه قدم عبد المنعم الطهراوي منسق الحملة الشعبية للمصالحة لوطنية شرحاً عن الحملة الشعبية للمصالحة الوطنية التي أطلقها المركز الفلسطيني عام 2007وعن وثيقة المصالحة التي تناولت عدة ملفات وساهمت في تقريب وجهات النظر بين أطراف الصراع، وحمل الإعلام الفلسطيني والعربي المسؤولية في لعب دور تخريبي تجاه عملية المصالحة، وطالب رجال الصحافة والإعلام أن يتسموا بالاستقلالية دعماً لجهود المصالحة. من جانبه طالب الصحفي صلاح أبو صلاح ألا يكون الإعلام أداة بيد الأحزاب حتى لا تبسط هيمنتها عليه، وثمن جهود المركز الفلسطيني بحمل جزء من المبادرة تجاه عملية المصالحة. أما الناشط المجتمعي عبد ربه أبو تيم فقد طالب باستقلالية الإعلام والبعد عن أساليب التخوين وإثارة النعرات الحزبية التي لا تزيد مجتمعنا إلا انقساما وتفسخاً. من جهته طالب مراسل صوت القدس مثنى النجار أن يكون هناك قانون يضبط الحالة الإعلامية حتى يتم محاسبة كل إعلامي ينحرف عن دوره المهني والوطني في توحيد الكلمة والرأي، وأيضاً توفير حالة من الوعي موجهة للإعلاميين لعدم الانجرار وراء كل الدعوات التي تزيد من تعميق الانقسام الفلسطيني. وأشار سمير المقادمة لضرورة تشكيل جسم إعلامي ضاغط على طرفي الصراع للرضوخ لرغبة المواطنين الطامحين بمصالحة وطنية تعيد لهم الاعتبار، وكرر أسامة خريس الدعوة لتبني حملة إعلامية لممارسة الضغط في سبيل إنجاح المصالحة الوطنية. أما مراسل راديو بيت لحم 2000 طالب بتوحيد الخطاب الإعلامي المحلي، وضرورة أن يتحلى الصحفي بصفة التوازن في نقل الأخبار حتى لا يساهم في تأجيج الموقف وإلا يتم نبذه في حالة ممارسة هذا الدور. في نهاية اللقاء فتح باب النقاش وخرج الحضور بعدة توصيات أهمها: • مقاطعة الصحفيين الذين لا يتحلوا بتوجهات وحدوية. • ضرورة تمسك الإعلامي الفلسطيني بأخلاقيات المهنة. • تشكيل جسم إعلامي يرعى الصحفيين الذين يدعمون مفاهيم الوحدة الوطنية خدمة لعملية المصالحة. • الإعلامي والسياسي شركاء في تعزيز مبادئ الوحدة الوطنية، ويجب أن يكون دورهما متكامل وليس أن يعمل طرفاً عند الآخر.