بيان للرأي العام – هل نحن المشكلة؟؟

لخامس عشر من آذار يوماً مشهوداً في حياة الشعب الفلسطيني والمنطقة، صحيح أنه لم يحظ بالاهتمام الإعلامي الكافي من الشبكات الإعلامية الدولية والإقليمية إلا أنه حظي بتغطية إعلامية مميزة محلياً. خرج الناس إلى الشوارع ومعظمهم من الشباب لينادوا بإنهاء الانقسام وهذا جميل، ورفرفت أعلام فلسطين لتظلل المحتجين من الشمس. إنه ليوم وطني بامتياز في غزة ورام الله وطولكرم ونابلس وهذا شئ رائع. فوجود الشباب والنساء والمسئولين وبعض الأطفال كان رائعاً ، والشعارات أيضاً رائعة وأساليب التعبير أروع، وأن نلتقي جميعاً على هدف يسر النفس بعد طول غم. وكعادتنا نحن الفلسطينيون مميزون أحياناً، فجميع الاحتجاجات والثورات الشعبية في المنطقة العربية من ثورية إلى إصلاحية أخذت اتجاهاً معيناً يتمثل في أن عموم الشعب أو شرائح واسعة منه تثور لإسقاط الأنظمة المستبدة أو إصلاح الأنظمة الفاسدة، فهي معادلة فيها طرفان الشعب في وجه السلطات. إلا في حالتنا المتميزة، فقد وجدنا أن حكومة رام الله وتلفزيونها وحركة فتح تنادي بإنهاء الانقسام بل وتغطي مالياً تكلفة التظاهرات، وحكومة غزة وتلفزيونها وحركة حماس تنادي بإنهاء الانقسام وتغطي تكلفة التظاهرات، اللهم إلا بعض مجموعات الشباب المستقلين أو التنظيمات الأخرى سياسية أو اجتماعية والتي لم يكن صوتها عالياً فهي لا تملك مكبرات الصوت ولا تملك الأوراق والرايات الفخمة والضخمة في قلب الحدث ولم تجد مكاناً في الزحام إلا على جانب الطريق. إذن نحن أمام شكل مختلف، فالسلطات وأتباعها في رام الله وغزة يريدون إنهاء الانقسام، ومن المفارقات أنهم هم المنقسمون. فإذا كان الطرفان المنقسمان فتح وحماس يتظاهران لإنهاء الانقسام فأين المشكلة؟؟ هل هي حالة من انفصام الشخصية والاغتراب عن الواقع؟، أم حالة من الخداع والمناورة؟ أم أن أحداً هو المشكلة وهو المسئول عن المشكلة، أم هل باقي الشعب من مستقلين وصامتين ومجتمع مدني وغلابا وفقراء ومنسيين هم المشكلة؟؟. لقد خرج علينا السيد محمود عباس يريد إنهاء الانقسام، وقد قدم وجبة عشاء للمحتجين، وخرج السيد إسماعيل هنية ليدعو السيد محمود عباس للقاء فوري لحل الانقسام. فلماذا لا يلتقيان؟؟؟ فليأت السيد عباس لغزة، أو يذهبا معاً لجدة السعودية ( بلاش مكة) لحل المشكلة، ماذا يمنعهم من ذلك؟؟؟، بس يقولوا للشعب مين اللي مانعهم علشان نبهدله. لا نريد أن نتهم بدون دليل فلنتبنى الاحتمال الأرجح، هو أننا المشكلة ( عموم الشعب خارج إطار الطرفين). إذا كنا نحن المشكلة فلماذا لم يقدم الطرفان لنا حلاً؟؟، لقد نادينا من سنوات بضرورة إنهاء الانقسام ولم يحترمونا ولم يسمعونا ولم يشاركوا معنا، جيد في هذه المرة أنهم شاركوا كل دعاة الوحدة من أبناء الشعب. يجب أن نقدم حلاً يشمل آليات ومتطلبات عملية (كيف ننهي الانقسام؟) أكثر من مجرد شعار جميل، لأننا نحن المشكلة ويجب أن يحترمونا ويسمعونا هذه المرة. فعاجلاً وقبل كل شئ وعلشان نصدق.. فلتتوقف حماس عن ملاحقة المتظاهرين في غزة، ولتفرج فتح عن المعتقلين السياسيين في الضفة ، وليتوقف التحريض الإعلامي في الفضائيتين.. وللآليات والمطالب العملية لإنهاء الانقسام بقية.