يوم واحد للمرأة

يوم واحد أعطي للمرأة لتبحث في أرشيف آدم عن حقوقها.. يوم يتذكر فيه آدم حقوق مصدر إلهامه ونقطة إنطلاقه ومصير هدفه وأحلامه .. إعلام الغرب يتراشق بكافة وسائله في يوم عالمي يثري فيه حقوق المرأة، ويحرك ما به من مياه راكدة، ثم تتلوه موجات وتبعات ردود فعل إعلامية عربية، وربما تروجية عن ديباجة سنوية تسمى بحقوق المرأة!
هل نتذكر حقوقها في هذا اليوم فقط؟ أم في كل يوم حق للمرأة؟ هل يستطيع آدم نسيانها باقي الأيام؟

أسكت أدم، لا نريد منك أي إجابة؟ لكن هل تستغني عنها للحظة؟ نحن محاصرون من قبلها، مقيدون ومكبلون بنظمها. إذاً كل يوم للمرأة وكل الوقت لها، لتصنع السعادة لنا نحن أبناء آدم في قالب الحياة.
يخطئ البعض عندما يقارن أجندة حقوق المرأة الغربية بالعربية. فالنقطة فوق العين فعلت الكثير والكثير، فحقوقها تختلف حجماً وثقلاً حسب موقعها الجغرافي وقوانين بلدها وتقاليدها وأعرافها.
عندما يتفوه البعض عن بعض حقوق المرأة ُيرمى بالتحرر والعلمانية كما حصل لي ولغيري، وهذا أمر طبيعي أمام الرجل التقليدي والرجعي مع إحترامي لرأيه، والغريب في الأمر إن الكثير يتصور إن دعاة حقوق المرأة يريدون الزج بها في دهاليز الانفساخ والإنفصاخ والإنسداح! هل حقاً نريد أن نخلع عبائتها، ونلطخها بألوان الميك أب ، بمجرد قيادة السيارة، أو العمل في ميادين الحياة أمام بنات جلدتها؟
قال آدم: أنت إمرأة، وخلقت بالدارونية من ضلع أعوج، إذاً أنت وقف لنا معشر الرجال، وتأكلين فضالة أكلنا وتستمتعين من بقايا راحتنا، قفِ في الطابور الخلفي، أو أقول لك، أغربي عن وجهي وأختلي بنفسك بالعبادة، كما أشارت الأية الكريمة لتبقي وتكتنفي بيتك.. فأنت متعة لنا نحن أبناء آدم، فتكمكمي بالسواد، ولتضعي نفسك في طبق السعادة للرجل.
فقالت: لكن يا أدم السماء أعطتني حق المشاركة معك في معظم الميادين، أنظر إلي أسلافنا! شريكي!! إن الأمر تكليف وليس من جعبتك تأليف.. أنا لا أريد حقوق، فقط ارجع ما حصلت عليه المرأة الأولى.. فأجابها: لا عمل للمرأة، لا مشاركة للمرأة، لا تعليم للمرأة، لا ضوابط مدنية وإدارية للمرأة، لا مشاركة حصصية في المجتمع! فقط ملف بالمشفى القريب لعلاجك، وسأناديك بأمي وزوجتي وأختي وأبنتي حتى نضعك في القبر..
نعم سيدتي أنت من وإلى عصر الظلام، وما قيل لك عن الإسلام وقوانيه الكريمة التي سخرها للمرأة وأعطاها محاصصة لشراكة للرجل في عصب الحياة، كذب في كذب، أو ربما إشاعات سقطت سهواً من أقلام المؤرخين والمستشرقين.
صحيح سمعنا إن المرأة العربية في صدر الإسلام تداوي الجرحى وتطببهم، وتناطحهم بلسانها شعراً ونثراً في سوق عكاظ وأمام السلاطين، وتعمل بجانب الرجل في الأرض والبحر، وتنافس الرجل في التجارة، وربما تغلبت عليه في بعض المحافل.. لكن أعيد لك الإسطوانة إنها دجل وخزعبلات ولاتوافق ومبدأ قوانين آدم اليوم..
لكن عقلي متحير وأريد الإجابة، كيف يرفض آدم أن تعمل حواء في ميادين الحياة، وعندما يريد خدمة نسائية يشترط وجود إمرأة! هل نبحث له من عدم، أم الأفضل أن نجيبه بضربه قدم.
فوزي صادق / روائي وكاتب