أحلام مزعجة

قد يتأثر الإنسان عندما يشاهد صور لجرحى أو شهداء في التلفاز، ولكن الأصعب ما إن كان الحدث نصب العين لتبقى ذكراه تجول في الخاطر دون أن تُمحى.. الطفل ك.ت شهد حادثاً مروعاً لأخيه نصب عينيه مما أثر على نفسيته وسلوكه، فأصبح شديد العنف، يستيقظ على أحلام مزعجة، ويتبول على نفسه. ولد ك.ت البالغ من العمر خمسة عشر سنة في مشروع بيت لاهيا، يسكن في شقة متواضعة مع أبيه المتزوج اثنتين له من الأولى 9أخوة ومن الثانية أختان وحالتهم الاقتصادية تعيسة جدا. انضم الطفل لبرنامج أطفالنا أملنا بتحويل من خلال زيارة ميدانية من قبل فريق الدعم النفسي، لوحظ عليه أنه طفل حساس،عدواني يحول سلوكه للعدوانية الشديدة ويبدو هذا جلياً من خلال تعامله مع أصدقائه. تم استدعاء والدته للحديث معها والاستزادة أكثر عن شخصيته وتعامله مع الآخرين. فأخبرتنا بأنه قد تأثر جداً عندما شهد الحادث الذي أودى بحياة أخيه نصب عينيه، وهذا ما جعله يحلم بأحلام مزعجة ويتبول على نفسه، كما أنه يثور وبشدة عندما يسمع ما يقوله بعض الأطفال بأنه ” أسود” دلالةً على لونه. كما واستطردت والدته قائلة بأنه لا يبالى بالدراسة ولا يهتم بأمرها ويرفض حل الواجبات مستهتر وكسول جدا ، يحب كثيرا اللعب في الشارع. لمس فريق أطفالنا آمالنا هذه العدوانية خلال فترة التدريب واللعب كما لمس الأخصائي ، أن ك. يحب التملك ولا يتعاون مع الأطفال مجموعة، وبعد ما تم استيفاء كل المعلومات حول الطفل من خلال والدته وملاحظاتنا ، اتخذ فريق الدعم النفسي بعض الإجراءات للحد من تصرفاته و سلوكياته عن طريق ، الإرشاد التربوي، وكان عددها (3 ) جلسات. كما كلفه الفريق ببعض المهام منها :- – المشاركة في حل بعض المسائل الدراسية – المشاركة في الألعاب بشكل مستمر – المشاركة في حل المشكلة – إعطائه فرصة للتكلم فرصة طويلة – المشاركة كقائد في الألعاب – التحفيز للإجابات الصحيحة. وقام فريق الدعم النفسي بعمل زيارة ميدانية لعائلته لإعطائها بعض آليات التعامل معه وكيفية التصرف معه وإعطائها بعض الإجراءات للحد من التبول اللاارادى والأحلام المزعجة. وخلال فترة من الزمن والتواصل بين الأهل وفريق الدعم النفسي، تم إعلام الفريق بأن الطفل أصبح اجتماعياً نوعا ما وقالت والدته انه أصبح يشارك في المدرسة ويحل واجباته ، ولاحظت عليه تغير واضح في سلوكه العدواني خاصة في البيت وأصبحت لغة التفاهم هي لغته وله مدة أسبوعية لم يتبول على نفسه. وبعد المتابعة من قبل فريق الدعم النفسي أصبح يشارك في الدراسة وحصص التقوية حتى لو إجابته خاطئة وغير مفهومة ، أصبح أول من يريد أن يجاوب على أسئلة المدرسين ، كتاباته على السبورة كان انجاز بحد ذاته. ومستواه أصبح مقبول ويحتاج للمزيد من الاهتمام من قبل الأهل والمدرسين في البرنامج والمدرسة الفريق وضع بعض الأنشطة والألعاب في خطة البرنامج والتي تساهم في علاج المشكلات السلوكية من هذا النوع مثل استخدام تقنية خفض الحساسية التدريجي من خلال جلسات الاسترخاء.