أم محمد تصنع الأكل ببيتها وتبيعه لمحاربة الفقر

لجأت أم محمد وهي لم تتجاوز الأربعين من عمرها إلى إقامة مشروعين صغيرين لكي تتخلص من عقدة “الكوبونة”، تقول أم محمد: “عائلتي مكونة من اثني عشر فردا، وزوجي بلا عمل، وكنا لا نملك شيكلا واحدا وننتظر فقط المعونات التي تصلنا من أهل الخير والجمعيات والمؤسسات الاجتماعية، حتى قررت أن أبدأ مشروعي بنفسي، فتوجهت لجمعية التنمية للأسرة والمجتمع، وكذلك توجهت لجمعية أخرى تعرف بجمعية “قرطبة” وبدأت مشروعي معهما ببناء غرفة على سطح منزلي، وتربية حوالي مائتي كتكوت واستمر العدد بالارتفاع وكبرت الكتاكيت وأصبحت دجاجات تضع بيضا، فبدأت ببيعها واستخدام البيض في تفقيس كتاكيت جديدة وهكذا حتى تضاعف عدد دجاجاتي وبدأت حياتي تتحسن للأفضل بسبب هذا المشروع الصغير”.

“انقطاع التيار الكهربائي يؤدي إلى وفاة الكثير من الكتاكيت وتلف البيض”

وتشير أم محمد، إلى أن الجمعيتين قد قامتا بتزويدها ببعض المال لشراء الأعلاف وكذلك ببعض المال لشراء مستلزمات الطيور مثل الأدوية، وقد بدأت أيضا بمساعدة هذه ببيع الإنتاج، وذلك لمساعدتها ومساعدة أناس آخرين من خلال توزيع الدجاج والكتاكيت على سيدات أخريات يرغبن في تربية الدواجن لتحسين دخلهن, أما أهم مشكلة واجهت أم محمد كما تقول فهي انقطاع التيار الكهربائي الذي كان يؤدي إلى وفاة الكثير من الكتاكيت وتلف البيض.
لذلك لجأت أم محمد، إلى مشروع مطبخ نسائي بالتعاون مع نساء أخريات وأطلقن على المطبخ اسم (مطبخ سما), وفكرت أم محمد بمشروع المطبخ لأنها ترى بعينها الكثيرات من النسوة ممن يلجأن للجمعيات لطلب المعونات فقامت بجمع ما يقارب 10سيدات منهن وهن يعتبرن من الحالات الخاصة, متزوجات لكن لا يوجد لديهن دخل, أو أرامل ومطلقات لا يصرف عليهن أحد فهو مشروع ليستطعن هؤلاء السيدات إعالة أنفسهن.

“يعد المطبخ كل أنواع الأكلات الفلسطينية وخاصة المفتول وفطير السبانخ”

وتضيف أم محمد: “بالنسبة للربح أو المبلغ المالي التي تتقاضاه السيدة فهو ليس ثابتاً, بمعنى أن كل واحدة من السيدات تأخذ نسبة من البيع فإن كان البيع محدودا تكون لها نسبة محدودة وإن كان البيع كثيرا فتكون النسبة كبيرة”.
وتؤكد أم محمد، بفخر بأن هنالك مؤسسات وطلبيات من جباليا وغزة فالمطبخ لم يمر على افتتاحه سنة إلا أنه نشيط جدا والدوام لدينا من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثالثة عصراً لكن إن كانت الطلبيات أكثر فتستمر السيدات حتى الساعة السادسة مساءاً.
ويعد المطبخ كما تقول، كل أنواع الأكلات الفلسطينية وخاصة المفتول وفطير السبانخ وبعض الحلويات كالحلبة والبسبوسة وأصابع العجوة, وهنالك من يطلب المعجنات والبيتزا.

“أشعر بالتعب والإرهاق وأتغيب لساعات عن البيت ولكن كل ذلك يهون في سبيل توفير لقمة عيش شريفة لأطفالي”

أم نظمي، وهي إحدى السيدات اللواتي انضممن لمشروع المطبخ تقول وهي في الرابعة والأربعين من عمرها، ولديها خمسة أولاد: “كان زوجي يعمل عاملا في إسرائيل، وأصبح حاليا بلا عمل، ولذا لجأت للمطبخ لكي أعيل عائلتي، حقا أشعر بالتعب والإرهاق وأتغيب لساعات عن البيت ولكن كل ذلك يهون في سبيل توفير لقمة عيش شريفة لأطفالي”.
أما منال حمودة، لديها عشرة أطفال أتت لتعمل في المطبخ لان زوجها لا يعمل كالأخريات وتريد أن تساعده في مصاريف البيت الكثيرة، فوجود عشرة أفواه تحتم عليها العمل وان كان هذا العمل سيبعدها عن أطفالها بعض ساعات من اليوم.
وتشجع أم محمد، الكثير من النساء اللواتي تلتقي بهن وتحثهن على القيام بمشاريع صغيرة، البدء بمشاريع صغيرة بدلا من البكاء وطرق أبواب المؤسسات وانتظار معونات لا تفي بأي شيء من مستلزمات الحياة.