لا للصمت..

كادت أن تقع ضحية ، لذلك الرجل الذي كان ينتظر كل فرصة من اجل التحرش الجنسي بها، دون ان يكون لديه وازع ديني او اخلاقي، ولكن “الحيوان الكامن” داخله كان هو المسيطر الرئيس على تصرفاته وسلوكياته، قصة هذه السيدة ليس الاولى وليست الاخيرة التي تعاني منها المرأة الفلسطينية من التحرش الجنسي، ومن قبل اقرب المقربين لزوجها انه شقيق الزوج الذي سعى جاهدا لاستغلال كل فرصة ايا كانت.
قصتنا هذه لسيدة في الثلاثين من عمرها ولديها 3 أطفال توائم إناث و2 ذكور منذ أكثر من عام تتعرض للتحرش الجنسي من “أخ زوجها” الذي كان يقطن ذات البيت ، حيث كانت البداية في سيارة أجرة عند زيارتهم لمنزل أهل هذه السيدة التي تكون أخت زوجها هي أيضا زوجة أخيها “بدائل”، فقد بدأت مشادة كلامية بينها وبين أخ الزوج وانتهت بصمتها وعندما بدأ يتلمس “أعلى ظهرها” من خلال وضع يده عبر زوجته التي كانت تجلس في الوسط ، التي هي ابنة أخت تلك السيدة فلم تجرؤ على الحديث لاى احد خوفا من التكذيب أو أن يأخذ الموضوع اكبر من حجمه .
وفى اليوم التالي كان في غاية الارتباك وقال لها انه كان يخشى إن تخبر زوجها ، ومن هنا بدأ يتحين الفرص للانفراد بها ويتعرض لها على سطح المنزل حيث أن شقتها في الطابق الأخير وكذلك على السلالم وهى تدفعه عنها وبعدها أخبرت زوجها علما بان زوجها ضعيف الشخصية وبعدها اخبر الزوج والدة وأخواته فضربوه وهددوه واخذوا عليه عهدا بعدم التكرار ،ولكنه لم يأبه وأعادها مرارا وتكرارا وكذلك كان يتحرش بها كلاميا اى كلام جارح جنسيا أمام الآخرين فكان يحاول خلق المشكلات ويتلفظ معها ألفاظا بذيئة وجارحة كل هذا وأهل هذه السيدة لاعلم لهم بما يحدث …خوفا على النسب من جهة وخوفا على أخيها المريض بأوردة القلب “انسداد” ومازال الحال على ما هو عليه .
المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات كان بمثابة المنقذ الحقيقي لتك السيدة التي باتت ضحية حقيقية لتحرش الجنسي، حيث عمل على تعزيز الثقة لديها من خلال الجلوس من الأخصائية الاجتماعية، بعد أن شعرت بالثقة الكاملة والأمان وقد قامت الأخصائية بمتابعة الحالة من خلال جلسات قبل جلسات التنشيط أو بعدها اى عبر خمس أيام متتالية .
وذلك من خلال تبصير السيدة بطبيعة مشكلتها من كافة الجوانب والآثار المدمرة التي قد تحدث إذا ما تم الاستمرار بالصمت وعجم الضغط الكافي على الزوج والابتعاد عن البيت التي تسكن فيه وذلك من خلال إمهال الزوج فترة زمنية لا تتعدى لأسبوع لتوفير مسكن آخر بعيدا عن مصدر الأذى “أخ الزوج” أو إبلاغ أهلها وبالفعل قام الزوج بالبحث عن منزل أخر وعندما هدأت السيدة اخلف وعدة ،ما اضطرها إلى إبلاغ أخوتها علما بان والدها متوفى وما كان من الأهل إلا إن قاموا بإعطائها شقة بجوارها هي أساسا ملكا لهم وتعاونوا مع أختهم بشكل جيد ذلك لان وضعها المادي سيئ للغاية وساندوها وهى الآن تشعر بالأمان والطمأنينة الكاملة وبأنها تملك حياة جديدة وإنها أصبحت قادرة على المواجهة أكثر من ذي قبل .