إليكم يا من ماتت ضمائرهم
للوهلة الأولى و عندما تبادر إلى سمعي اسم( مشروع حماية الأطفال من الاستغلال و التحرش ) خالجني شعور غريب لم أر فقط أطفالي بل رأيت الآلاف من الأطفال، أولئك من يلعبون في أزقة الشوارع، من يسرقون على وجوههم ابتسامات صغيرة ينتظرون بها آمالاً كبيرة ,يحاولون جاهدين الخروج من مستنقع الحروب و الألم , يبحثون عن ملاذ امن ليس فقط من المحتل بل من داء خفي تسلل بين طيات المجتمع حتى طفى على السطح.
التحرش و الاستغلال , ماذا أقول لكم و قد خلق هذا الداء حسب طبيعة البشر فالعالم لا يخلو من الشر و من الخير, و لكن المشكلة لا تكمن في الداء و لكن في الدواء . قد تتساءلون من جعل فرعون يطغى في الأرض , سأقول لكم لأننا بقينا صامتين و خفنا أن يبتلعنا وحش العار و الخزي و نسينا أن فلذات أكبادنا هم الضحايا ففرطنا في حقوقهم و أعطينا للجاني فرصة ليسرح و يمرح تحت غطاء الصمت.
فعندما تغيب الضمائر, لن أجد سوى أن أقول لكم صغاري عذرا ؛
إذا كان قلبهم المتحجر قد تكسر على ضفاف الحلم فلم يتبقى منه سوى فتات الألم و قتلت في طياته أحاسيس الرحمة.
عذرا إذا لم يصل صوتي إلى أقاصي البقاع و لم تملا صرختي أرجاء الوطن؛
كفى أيتها الضمائر الميتة، إلى متى سنبقى صامتين و فلذات أكبادنا تسرق منهم طفولتهم و يجردون من براءتهم ؛
أم تمسك يد ابنتها تحاول انتشالها فلا تجد سوى أسوار العار تحيط بها؛
أب يترك ذلك الوحش ينهش أحشاء طفله لان الأسوار التي بنيت لردعه كانت من سراب و ليس من لهب؛
إلى متى؟
لكنا اليوم نقوم من بين طيات السكوت ليصبح الصوت المنخنق المتردي أقوى فأقوى و اليد الدنيا أعلى فأعلى ؛
و أقسمت أنا و فريقي أن لن يهنا لنا بال و لن يغمض لنا جفن حتى نوصل رسالة هذا المشروع إلى أقاصي الدنى إلى من لا يعلمون عن ظلم هذه الحياة شيئا.
بقلم: نجاة الجبيري، المنسق العام للمشروع