الحديث في هذا الموضوع “عيب وحرام”

انطلقنا في مشروعنا وكنا نخشى مواجهة الكثير من الصعاب والعقبات في الميدان وهذا ما حصل فعلا معنا في إحدى الجلسات المنفذة في محافظة الشمال، ففي إحدى الجلسات التي كانت تجلس بها ياسمين وشيماء ذوات الإحدى عشرة عاما، بدأت بتعريف الأطفال عن المركز والمشروع وأهدافه، وفجأة قامت الطفلتان وطلبتا مغادرة الجلسة على الفور وعند سؤالي عن السبب أجابت أحداهن بأن الحديث حول هذه المواضيع عيب و “حرام” ولا يسمح الدين بسماع أو الحديث بمثل هذا الموضوع، حيث أصرت الطفلتان على المغادرة، فسمحت لهن بالمغادرة ولكني طلبت منهما انتظاري بالخارج لحين الانتهاء من الجلسة لرغبتي في الحديث معهن وبالفعل وافقت الطفلتان ولكن بصعوبة.
وبعد الانتهاء من الجلسة تحدثت مع الطفلتين مطولاً وحاولت أن استفسر عن سبب رفضهم المشاركة أو الحضور وعلمت حينها بأنهما من عائلة محافظة جداً ولا تسمح لهم بالحديث حول مثل هذه المواضيع. حاولت إقناعهما بحضور الجلسات وبعد عناء طويل وافقت الطفلتان على الحضور للجلسات ولكن دون أن المشاركة في أي نشاط أو الحديث عن أي شيء فعلى الفور وافقت من حيث المبدأ وتم تنفيذ الجلستين المتبقيتين للمجموعة بحضور شيماء وياسمين ولكن دون المشاركة، وفي آخر يوم طلبت منهن الحضور للمجموعة الأخرى في الأسبوع القادم رغم أن هذا مخالف لقوانين المجموعات إلا أن المصلحة العامة تطلبت ذلك.
وبالفعل حضرت الطفلتين للمجموعة الثانية مبكرا وبدأنا كالمعتاد في أنشطة الجلسة الأولى، وفي اليوم الثاني كان هناك تفاعل بسيط من الطفلتين خصوصا بعد سرد إحدى القصص ومناقشة الأفعال الصحيحة والأفعال الخاطئة التي وقعت في القصة، وفي آخر يوم للمجموعة شعرت الطفلتان بارتياح كبير وقامت شيماء وياسمين بشكري طويلا.
حينها طلبت منهما بأن تسدا إحدى القصص لمجموعة الأسبوع القادم لا أنهما رفضتا الفكرة وبرغم المحاولات العديدة إلا أن الرفض كان سيد الموقف، فتركتهم قاصداً مغادرة المكان إلا أن ياسمين أوقفتني قائله(أنا موافقة يا كابتن هادي) وعلى الفور عدت للمكان وشكرتها وقمت بعد ذلك بتحفيز شيماء للقيام بنفس الدور فوافقت وتم الاتفاق أن تأتي كلا منهما للجمعية في موعد محدد، وعند ذهابي للجمعية تفاجأت بان المجموعة للأولاد ولا يوجد بها بنات، فخشيت بان تتراجع الطفلتان إلا أن المفاجأة الأكبر كانت إصرار الطفلتان على إلقاء ومناقشة القصة، وهذا ما حصل بالفعل حيث كانت جلسه رائعة وتفاعل فيها الجميع وأنا شخصيا اعتبرها من أفضل الجلسات التي قمت بتنفيذها على مدار المشروع.