أثر انقطاع التيار الكهربائي على قطاع غزة

بقلم المشرفة الفنية/ شرين البياري

تتميز مشكلة الكهرباء بأنها المشكلة التي تفرض نفسها على تفكير الناس وتتحدى النسيان، ليس لأنها مشكلة يومية فقط بل لأنها ذات تأثير على كل شيء المنازل، المستشفيات, المراكز الصحية، المياه، الصرف الصحي و… وكل المصالح الحيوية، و ذات تأثير على أغلب شرائح المجتمع .

1- على الوضع النفسي و الاجتماعي للمواطن :

من الملاحظ بان انقطاع التيار الكهربائي سبب الكثير من المشاكل بين الجيران بسبب المولدات الكهربائية المزعجة التي تصدر روائح كريهة مع صوت مزعج . وحتى تلك المشاكل امتدت لتكون بين الإخوة وأبناء العم .

وأيضا ومن خلال العمل في الميدان والانتشار الواسع للمركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات لوحظ زيادة في عدد حالات الطلاق والانفصال الزوجي ذلك أيضا من الآثار النفسية السلبية المتراكمة على انقطاع التيار الكهربائي .

وهناك أيضا عدة اضطرابات سلوكية واضطرابات نفسية واضطرابات النوم واضطرابات الأكل ظهرت لدى الأطفال نتيجة الحوادث التي حصلت اثر انقطاع التيار الكهربائي خلال الليل بسبب وفاة عدة أطفال وإصابات بعض أطفال آخرين بحروق متعددة نتجت عن انفجار المولدات الكهربائية واحتراق المنزل بكامله نتيجة إضاءة شمعة داخل البيت أثناء انقطاع التيار الكهربائي بالليل . ومن جهة أخرى فلا ننسى حالات الاختناق من التدفئة من خلال الفحم في فصل الشتاء .والى جانب ذلك فقد قلت الزيارات الاجتماعية وصلة الرحم بين الأقارب .

2- على البيئة والثروة الحيوانية والسمكية :

إن انقطاع التيار الكهربائي وشح الوقود يهدد بحدوث كارثة بيئية، في حال توقفت محطات المعالجة الأربع ذات السعة الضئيلة أصلاً مقارنة بكميات المياه العادمة الواردة لها. كما أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى توقف محطات ضخ المياه العادمة والذي يعني طفحها إلى الشوارع وما يحمله ذلك من حدوث مكاره صحية لا حصر لها علاوة على تلويثها للخزان الجوفي.
إن الانعكاسات الخطيرة لانقطاع التيار الكهربائي اثر على الحق في الحصول على غذاء آمن وكافي، حيث أثر هذا الانقطاع على الثروة الداجنة والحيوانية والسمكية، لما له من أثار ضارة على مراحل التربية والإنتاج والاستهلاك، بما ينعكس بشكل خطير على الأمن الغذائي.
3- على التعليم :

أثر انقطاع التيار الكهربائي على قطاع التعليم : حيث ينعكس هذا الانقطاع سلباً على قطاع التعليم ورسالته التنويرية التنموية، بما يؤثر على سير العملية التربوية بالشكل السليم والأمثل داخل المدارس، وفي مؤسسات التعليم العالي التي تعتمد نظام التعليم المفتوح.

4- على الاقتصاد :

إن انقطاع التيار الكهربائي يزيد من معاناة سكان القطاع الذين يواجهون أوضاع اقتصادية واجتماعية بالغة الصعوبة، حيث يؤدي انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود المشغل لمولدات الطاقة وارتفاع أسعاره إلى تكبد المصانع خسائر كبيرة، حيث رفع انقطاع التيار الكهربائي من تكلفة الإنتاج، وخفض الطاقة الإنتاجية للمصانع، وأتلف العديد من المنتجات خاصة في الصناعات الغذائية، إضافة إلى تكاليف صيانة الماكينات والآلات والأجهزة الالكترونية، نتيجة تكرار الأعطال وعدم انتظام التيار الكهربائي، هذا بالإضافة إلى الأعباء المالية التي يتحملها أصحاب المحال التجارية نتيجة شراء السولار وصيانة المولدات.

5- على الوضع الاقتصادي للمواطن :

كما أدى انقطاع التيار الكهربائي إلى ارتفاع تكاليف المعيشة اليومية على أسر القطاع مقابل ثمن الشموع ومصادر الإنارة البديلة، وشراء السولار بأنواعه والبنزين مما يزيد من معاناة المواطنين الذين يعيشون أوضاع اقتصادية واجتماعية بالغة الصعوبة. يضاف إلى ذلك توقف عمل الثلاجات المنزلية بسبب انقطاع التيار الكهربائي مما يتسبب في فساد الأغذية المحفوظة بصفة عامة واللحوم والألبان والأسماك بصفة خاصة والتي قد تتحول إلي ناقل أساسي للبكتيريا المسببة للإسهال والتسمم الغذائي بين الأطفال خاصة وأنه من المتوقع أن ترتفع معدلاتها أيضا جراء تلوث المياه والأغذية .

إلى جانب ذلك الأعطال التي تحدث بالأجهزة الكهربائية نتيجة انقطاع التيار الكهربائي أكثر من مرة وعلى غير ميعاد ، وتكاليف وصيانة تلك الأجهزة نتيجة عدم انتظام التيار الكهربائي .

6- على الوضع الصحي :

هناك العديد من الأمراض التي تصيب الأطفال والكبار بسبب الحر الشديد وكما نرى أن التيار الكهربائي لا يمتد لأكثر من 8 ساعات خلال 24 ساعة ومن الأمراض التي تصيب الأطفال ” الحساسية في الجلد التي تؤدي إلى الحكة عند الأطفال وعدم القدرة على النوم من الألم ”

إلى جانب ذلك فان عدم معالجة الحر الشديد يؤدي إلى ارتفاع الضغط عند المرضى وارتفاع نسبة السكر عند مرضى السكري .

هناك حالات كثيرة يوميا تخضع لعمليات جراحية بكافة أنواعها وتلك الحالات تحتاج في المنزل لان يكون الجو معتدلا نوعا ما حتى تساعد في عملية الشفاء ولا يكون هناك مضاعفات بعد العملية الجراحية . وذلك يحتاج إلى أن تكون هناك كهرباء لتشغيل مراوح أو مكيفات .

والى جانب ذلك فهناك أمراض تتفاعل بالحرارة مثل مرض ” الروموتايد ” و ” الروماتيزم ” الذي يعاني منه كبار السن في غزة وغيرها الكثير من الأمراض  .

لذا نأمل من الحكومتين في غزة ورام الله بضمان تحييد القطاعات الخدماتية عن التجاذبات والصراعات السياسية ، بما فيها خدمة تزويد التيار الكهربائي وحصر التعامل معها في الإطار المهني والفني ، للمساعدة في إيجاد حلول للمشكلات ذات العلاقة بها والتخفيف من معاناة المواطنين .