تحديات امرأة

بقلم نسرين زلموط – منسقة مشروع في مركز حل النزاعات نابلس:-
فتاه تبلغ من العمر 17عاما تقدم لها شاب يكبرها من العمر 18سنة,ولكنها لم توافق ورفضت بشدة لحبها في إكمال دراستها ولكن المحيط الأسري وخاصة الأم ضغط عليها لموافقتها وبعد شهرين تمت الخطوبة,وعندما عقدت القران لم تشعر بلذة الفرحة التي تشعر بها كل فتاه في عمرها وكأن الموضوع لم يعنها بشيء ,و أثناء الخطوبة تبين لها أنه لا يوجد تفاهم أو عوامل مشتركة تجمع بينهما وعندما أبلغت أمها  بأنها تريد فسخ الخطبة أخبرتها أن كلام الناس لا يرحم أحداً.

وتقول الشابة واسمها – تغريد وهم اسم مفترض وليس حقيقياً – بعد إتمام الزواج بأسبوع قام زوجي بضربي بسبب خلاف بسيط برغم إنني لم أضرب بحياتي نهائياً من قبل أهلي وفجأة شخص قام يضربني فانتابتني صدمة كبيره وشكيت لأمي فقالت لي أن كل الرجال يضربون زوجاتهم فصار هذا شيء طبيعي في حياتي فكان لزوجي مطعم بالأردن وكنت أساعده بتحضير الأطعمة ومع ذلك فأنه يبخل بإعطائي شيء من النقود لأشتري ما اشتهيه لدرجة كبيرة فعندما حملت في ابنتي الأولى كان يعطيني أجرة الدكتور والمواصلات فقط لدرجة كنت أشعر بأن مجرد هادة ليس أكثر.

وتكمل حديثها بالقول “حصلت مشكلة اضطررننا على أثرها مغادرة الأردن والعودة الى فلسطين وطبعا هناك كانت الكارثة الأكبر لأنه لا يوجد أحد من أهلي فكنت دائما أشعر بالغربة والضيق والتعب فهو لم يخبر أهله باستقراره عندهم رغم ضيق المنزل فأصبحت أمه تضايقني باستمرار لأضغط على زوجي بترك المنزل والذهاب لمكان جديد، وفي نفس الوقت كنت خائفة لأن زوجي عنيد وعصبي وغضب مني لأنني ضغطت عليه بإلحاح من والدته وبعدها زادت المشاكل فقمنا بمغادرة منزل العائلة واستئجار منزل جديد.

وبعد خروجنا من المنزل بدأت علاقتي تتحسن مع حماتي على حساب علاقاتي مع زوجي الذي حملني مسؤولية الخروج من بيت أهله فأصبح يخرج من البيت صباحاً ويأتي في آخر الليل فالبيت بمثابة فندق له وبعدها اكتشفت أن له علاقة مع امرأة متزوجة وفي تلك الفترة أصيبت أمه بوعكة صحية فعلاقاته قوية بأمه ألا أن الأمر الغريب في ذلك عدم اهتمامه بمرضها فتوفيت أمه فزادت غربتي وحيرتي فقررت الهرب من كل مشاكلي عبر البحث عن وظيفة بالرغم أنني لم أكمل تعليمي ورغم ذلك وفقني الله بإيجاد وظيفة مشرفة في إحدى المدارس فبقيت أعمل لديهم 6 سنوات وأثبتت للمدير بأنني مبدعة في وظيفتي وكنت سعيدة جداً ولكن سعادتي لم تدم طويلاً لإصرار زوجي بالاستيلاء على راتبي لشراء شقة فرفضت وبإصرار ليقرر الزواج بثانية.

وعندها خطرت في بالي أنه لا يوجد لي غير في الدنيا غير سلاح العلم فاستكملت دراستي فنزلت على وزارة التربية والتعليم وسئلت عن الإجراءات لاستلم أول كتاب وبحثت عن مدرسة تستوعبني وتم قبولي في مدرسة الفاروق وهناك كانت مشكلة الأقساط التي رفض زوجي دفعها فاتصلت بشقيقي بالأردن الذي قدم المساعدة بتوفير أول قسط وبدأت الدراسة واحرص على الموازنة بين العلم والتزاماتي تجاه أبنائي في البيت ورفضت الخنوع لطلبات زوجي بالعودة للأردن وبقيت مع أبنائي فأستأجر زوجي بيت جديد لزوجته ولكن زواجه لم يدم أكثر من شهر.

وعند قدوم موعد دفع القسط الثاني في المدرسة طلبت من زوجي دفع القسط وافق بعد معاناة وفي إحدى الأيام وأثناء الامتحانات النهائية في المدسة وفي تلك الليلة شعرت بصعوبة مادة اللغة الإنجليزية لعدم فهمي لها وبنفس الوقت طلب زوجي مني أن أقوم بعمل المخللات وتحديت زوجي رغم بكائي وقمت بعمل المخللات وأكملت دراسة المادة وتقدمت للامتحان ونجحت بالمادة وبعد فترة اكتشفت أن زوجي أعطى المخللات إلى صديقة له مما أفقدني صوابي.

ولكن الحمداللة نجحت في التوجيهي – الثانوية العامة -وتقدمت للدراسة بجامعة القدس المفتوحة رغم استهزاء زوجي بي لأن معدلي الجامعي كان منخفضاً ومع ذلك أصررت واستمرت حياتي رغم المعاناة والتعب