فتح وحماس تبديان مرونة في التعاطي مع بنود الاتفاق لإتمام المصالحة الوطنية

غزة – وحدة النشر والمعلومات:-

أبدت كلاً من حركتي فتح وحماس المرونة في التعاطي مع بنود الاتفاق بينهما لتحقيق المصالحة الوطنية بين شطري الوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة والعمل على إنهاء كافة الخلافات الجارية بين الطرفين في أسرع وقت لضمان ترسيخ الأمن والتسامح داخل المجتمع الفلسطيني.

جاءت هذه التصريحات خلال المؤتمر الذي عقده المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات بعنوان ” المصالحة الوطنية..رؤية وتحديات ” بمشاركة ممثلين عن حركتي فتح وحماس والفصائل الفلسطينية في فندق جراند بالاس بمدينة غزة وبحضور ممثلين عن الحكومة وعدد من المؤسسات الحقوقية والوطنية ورجال الإصلاح والمخاتير.

من جهته، أشار المدير العام لمركز حل النزاعات سعيد المقادمة أن الحالة الفلسطينية صعبة ومتفرقة بسبب القتال والصراع المتواصل بين حركتي فتح وحماس منذ خمس سنوات، موضحاً أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى تسوية تلك الخلافات بأسرع وقت عبر تطبيق بنود اتفاق المصالحة الذي وقع بالرابع من مايو للعام الماضي برعاية الأشقاء المصريين.

وفي كلمة لحركة فتح، أكد القيادي في فتح دياب اللوح أن حركته نظرت إلى الانقسام على أنه تناقض ثانوي على أساس أن التناقض الرئيسي يكمن مع الاحتلال، معتبراً أن استخدام الوسائل السلمية لحل التناقضات كالحوار الوطني البناء والمسؤولية الوطنية العالية هي من أهم أدوات الضغط لحماية إنجازات المصالحة الوطنية.

وذكر اللوح الفصائل أن حركته متمسكة باتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني الذي تم توقيعه في القاهرة العام المنصرم لثقة حركة فتح بأن إنهاء الانقسام يتم بالوسائل السلمية عن طريق بناء جسور الثقة وتعزيز المشاركة السياسية، مؤكدا أن التحقيق الفعلي للمصالحة يتم من خلال تشكيل الحكومة الفلسطينية وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية إضافة إلى تحقيق المصالحة المجتمعية الأهلية وكذلك تطوير الكوادر الأمنية الفلسطينية تحت إطار وطني ومهني موحد.
وفي كلمة لحركة حماس، قال الدكتور اسماعيل رضوان ” أن حركة حماس متمسكة بالمصالحة كخيار استراتيجي للشعب الفلسطيني وخطوة لا رجعة عنها رغم تباطؤ تنفيذ بنود المصالحة” ، مبيناً اهتمام حماس بتحقيق المصالحة رغم المعيقات المتمثلة بفشل المسار السياسي واستمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وتهويد القدس والجدار.

وبيّن رضوان أن الواقع الإقليمي يؤثر على انجاز اتفاقية المصالحة ومنها الربيع العربي الذي أثر سلباً على تحقيق المصالحة الفلسطينية لانشغال الشعوب العربية بمشاكلها الداخلية، مشيراً إلى أن اعتقال رئيس المجلس التشريعي د.عزيز دويك وعدد من قيادات حركة حماس وأعضاء بالمجلس التشريعي بالضفة الغربية والقدس المحتلة ساهمت في إعاقة تنفيذ المصالحة على أرض الواقع.

بدوره، ذكر ” أمين سر هيئة الوفاق الوطني” الدكتور جميل سلامة إلى أبرز الانجازات التي حققتها لجان المصالحة الوطنية والمتمثلة في اللجان الخمس المنبثقة عن لقاءات المصالحة بين الفصائل، مضيفا” بالحقيقة إن الإنجاز الوحيد والأهم لتلك اللجان هو استثناء منصب رئيس وزراء حكومتي غزة والضفة الغربية من الحكومة المرتقبة”.

وأوضح سلامة أن هنالك معوقات تحول دون إنجاز مهام اللجان المكلفة بتنفيذ بنود الاتفاق على أرض الواقع منها الخلل البنيوي لتلك اللجان وعدم تمثيل الأسري باللجان وكذلك فقدان المرجعة القضائية والدستورية المشرفة على تنفيذ اتفاق المصالحة، مبيناً أن من أهم المعيقات بطء الدور المصري في تعجيل عجلة المصالحة والتهديدات الإسرائيلية المتواصلة في ضرب أسس المصالحة الوطنية.

من جانبه، صرح أمين سر لجنة الحريات في المصالحة الوطنية خليل أبو شمالة أن المصالحة الفلسطينية بحاجة إلى قرار سياسي جدّي يضمن إنهاء الصراع وطي صفحة الخلافات إلى الأبد وملاحظة تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع, مؤكداً أن لجنة الحريات تلاحظ غياب القرار في إنهاء الانقسام بين شطري الوطن نتيجة فقدان الإرادة الحقيقية للأطراف رغم اهتمام المجتمع الفلسطيني بإنهاء هذه الحالة المأساوية من تاريخ الشعب الفلسطيني.