ابني لا يتكلم
تقدمت والدة الطفل م.ب إلي مركز العائلة تسال بلهفة شديدة عن الأخصائية وعند مقابلتها تبين أن طفلها البالغ من العمر 9سنوات قد تعرض لحدث صادم أثناء الحرب وهو استشهاد ابني عمه وبتر يد عمته وإصابة أخته أمام عينيه ، بعد ذلك فقد الطفل لمدة يومين حتى تم العثور عليه عند احد الجيران. كان الطفل في حالة سيئة للغاية حيث رفض التكلم مع احد في البيت وفي المدرسة كما انه يعاني من تبول لا إرادي وتدني بالتحصيل الدراسي. وعند مقابلة الطفل بقي صامتاً مدة ساعة تقريبا دون أي استجابة كما انه رفض الرسم واللعب، وفي الجلسة الثانية بقي صامتا مدة نصف ساعة، ثم اخذ يقترب قليلا من الألعاب ولكنه تراجع، وفي الجلسة الثالثة مسك الألوان وبدأ يرسم بعض الرسومات البسيطة ولكن دون أن يتكلم. وفي الجلسة الرابعة أثناء الحديث مع أخيه عن الحدث الذي تسبب باستشهاد أبناء عمه، فجاءنا ببعض الكلمات التي تذكره بالحدث ولكنه عاد للصمت من جديد، في الجلسة الخامسة جاءت الأم لتخبرنا أن ابنها بدا يعود تدريجيا للحياة فأصبح يلعب مع أخوانه، وبدا يتكلم عن المدرسة بعد أن كان يرفض الحديث عن أي شيء يتعلق بها، وبدا يتغير سلوكه نحو الأفضل. وفي الجلسة السادسة، اقبل الطفل علي المرشدة مبتسما ليريها جدول النجوم الخاص به، وبدا يتكلم معها فرحاً، وعند سؤال الأم عن الطفل أجابت بأنه أفضل كثيرا مما قبل وكذلك تحسن سلوكه بالمدرسة. كما وتم دمجه بالأنشطة الخاصة بالمركز واصطحابه إلي المهرجان الخاص بالأطفال والآن يمارس الطفل حياته بشكل طبيعي وسوف تتم متابعته بإذن الله.