التأخر الدراسي

بقلم: فردوس ضبان مفهوم التأخر الدراسي : التأخر الدراسي: حالة تخلف أو تأخر أو نقص في التحصيل لأسباب عقلية ، أو جسمية ، أو اجتماعية ، أو عقلية بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي المتوسط بأكثر من انحرافين سالبين . * التعريف الإجرائي للتأخر الدراسي : التأخر الدراسي هو انخفاض الدرجات التي يحصل عليها الطالب في الاختبارات الموضوعية للمواد الدراسية عن 50%من الدرجة الكاملة سواء في الاختبارات الفصلية أو الاختبارات والأعمال الشهرية . كيفية تحديد التأخر الدراسي: * ولكي نستطيع تحيد كون التلميذ متأخرا دراسيا أم لا :ينبغي إجراء عدة اختبارات : 1ـ اختبارات الذكاء . 2 ـ اختبارات القدرات . 3 ـ اختبارات التكيف الشخصي والاجتماعي أولاً : اختبارات الذكاء : الذكاء كما هو معلوم ، القدرة على التعلم ،واكتساب الخبرات ،وكلما زاد الذكاء ، كلما زادت القدرة على التعلم ، وطبيعي أن الأطفال جميعاً يختلفون بعضهم عن بعض بنسبة الذكاء ، كاختلافهم في القدرة الجسمية سواء بسواء . ولقد كان العلماء فيما مضى يهتمون بكمية الذكاء لدى الطفل بصورة عامة ، إلا أن الأبحاث الجديدة كشفت أن للذكاء أنواع متعددة ، فقد نجد تلميذاً متفوقاً في الرياضيات ، ولكنه ضعيف في الإنشاء والتعبير . إن لاختبارات الذكاء أهمية قصوى وينبغي أن تأخذها مدارسنا بالحسبان لكي تستطيع أن تؤدي عملها بنجاح . ماذا تكشف لنا اختبارات الذكاء ؟ 1. تعرفنا هذه الاختبارات إن كان تحصيل التلميذ متفقاً مع قدراته ،أم أن تحصيله أقل من ذلك، وإلى أي مدى ؟. 2. تساعدنا على تحديد نواحي الضعف التي يمكن معالجتها لدى التلميذ. 3. تساعدنا على تقبل نواحي النقص ، أو الضعف ، لدى التلميذ ، فلا نضغط عليه ، ولا نحمله ما لا طاقة له به ، فيهرب من المدرسة ، ويعرض مستقبله للخراب . 4. تساعدنا هذه الاختبارات على تحديد نواحي القوة والتفوق لدى التلميذ ، والتي يمكن الاستعانة بها على معالجة نواحي الضعف لديه . 5. تساعدنا هذه الاختبارات على توجيه التلميذ الوجهة الصحيحة ، فلا يكون معرضاً للفشل وضياع الجهود والأموال . 6. توضح لنا الفروق الفردية بين التلاميذ ، ولهذا الأمر أهمية بالغة جداً ، لا يمكن لأي معلم ناجح الاستغناء عنها حيث أن الاهتمام بمثل هذه الاختبارات يتسم بأهمية كبيرة إذا ما أردنا النجاح في عملنا التربوي ، وتجنبنا إضاعة الجهود ، وحرصنا على أحوال التلاميذ النفسية ، وجنبناهم كل ما يؤدي إلى الشعور بالفشل ، وضعف الثقة بالنفس ، وعدم القدرة ، والشعور بالنقص ، وربما يلجأ التلميذ إلى الهروب من المدرسة إذا ما وجد نفسه غير قادر على القيام بواجباته المدرسية شأنه شأن بقية زملائه في الصف . أنواع اختبارات الذكاء : هناك نوعان من اختبارات الذكاء : 1 ـ نوع يقيس القدرة العقلية بصورة عامة: ويوضح لنا العلاقة بين [العمر العقلي]و[العمر الزمني]للتلميذ ، وتعبر عنه هذه النتيجة ب [ نسبة الذكاء ] حيث تقاس نسبة الذكاء بحاصل قسمة العمر العقلي على العمر الزمني مضروباً في( 100) فلو فرضنا أن طفلاً عمره الزمني يعادل 10 سنوات ،وأن نتائج اختبارات الذكاء بينت أن عمره العقلي يعادل 9 سنوات فإن نسبة الذكاء لديه تساوي 90% . ومن الواضح أن التلميذ المتوسط تكون نسبة ذكائه 100 % ومن كان نسبة ذكائه ما بين 80إلى 90% كان دون المتوسط . ومن كان نسبة ذكائه من بين 90 إلى 110 كان متوسط الذكاء . فمن كانت نسبة ذكائه ما بين 110 إلى 120 كان ذكياً ومن كانت نسبة ذكائه ما بين 120 إلى 140 كان ذكياً جداً . ومن كان نسبة ذكائه ما فوق 140 كان التلميذ عبقرياً . 2ـ نوع يقيس الأنواع المختلفة للقدرات العقلية : ويبين لنا موطن الفوة وموطن الضعف ،إلى جانب الذكاء الكلي ،وطبيعي أن هذا النوع أدق من الاختبار الأول . كان علماء النفس يعتقدون أن نسبة الذكاء ثابتة ،غير قابلة للتغيير ،ولا زال البعض منهم يأخذ بهذه الفكرة ، غير أن الدلائل تشير إلى أن النمو في قدرة الطفل العقلية لا تسير على وتيرة واحدة ، وبشكل منتظم ، بل تتخلله حالات من البطء ،وحالات من السرعة ، وهي تتوقف على طبيعة النمو ، وعوامله المختلفة . إن الذكاء يتأثر حتماً بالتفاعل بين عاملي [الوراثة] و[البيئة] ، وإذا ما تبين أن ذوي التلميذ لا يعانون من أي عوق أو تخلف عقلي أو اضطرابات نفسية ، وإذا ما توفرت البيئة الصحية والطبيعية الملائمة ، فإن النمو يجري على أحسن الوجوه . غير أن هناك حقيقة لا ينبغي إغفالها وهي أن اختبارات الذكاء قد لا توصلنا إلى حد الكمال ، بسبب وجود عوامل مختلفة تؤثر على مدى دقتها، كالمرض والاضطراب النفسي،والخبرة التي اكتسبها الطفل من بيئته لأنها تلعب دوراً مهماً في الموضوع . وعلى كل حال يمكننا أن نحصل على النتائج المفيدة إلى حد بعيد ، إذا ما كانت الاختبارات التي نجريها دقيقة ، وإذا ما أخذنا في الاعتبار جميع العوامل المؤثرة في هذا المجال وينبغي لنا أن نؤكد على أن نجاح التلميذ في اختبارات الذكاء لا يعني أنه لن يفشل في دراسته العليا ، إذا ما اجبر على دراسة فرع لا يرغب به ، وليست له القدرة عليه ، ولذلك لابدّ وأن تكون هناك اختبارات أخرى تحدد الاتجاه الذي ينبغي للتلميذ أن يسلكه . ثانياً : اختبار القدرات : وهذا النوع من الاختبارات له أهمية خاصة ، حيث أنه لا يعطينا فقط مستوى قدرة التلميذ في مجال ما ، في الوقت الذي جرى فيه الاختبار ، وإنما يتعداه إلى كشف المستوى الذي يمكن أن تبلغه قدراته في هذا المجال ، إذا ما نال من مربيه في البيت والمدرسة ، الرعاية والعناية اللازمتين . ومن الأنواع الشائعة لهذه الاختبارات . 1ـ الاختبار في القدرة الموسيقية . 2 ـ الاختبار في القدرة الفنية ، من رسم ونحت وتمثيل . 3 ـ الاختبار في القدرة الميكانيكية . 4 ـ الاختبار في القدرة الأدبية . وبهذه الأنواع من الاختبارات نستطيع أن نحدد قابلية التلميذ في هذه المجالات ، ومدى إمكانية تطوير هذه القابلية في أي من هذه المجالات ، كي نوجهه الوجهة الصحيحة التي تمكنه من النجاح فيها بتفوق . ثالثاً:اختبارات التكيف الشخصي والاجتماعي: وهذه الاختبارات تكشف لنا عن ميول التلميذ ،ومزاجه ،ومشاكله الشخصية ،وهي لا تعطينا إجابات محددة ،صحيحة أو خاطئة ،عن الأسئلة المطروحة ،والتي يطلب فيها من التلميذ الإجابة بما يشعر به ، بل تقيس جميع مظاهره الشخصية . وهذا النوع من الاختبارات له أهمية بالغة بالنسبة لعمليتي التربية والتعليم ، وذلك لأن المعلم لا يستطيع أن يربي تلاميذه التربية الصحيحة ، ويعلمهم بسهولة ويسر ،إلا إذا فهم كل تلميذ فهماً صحيحاً ،من حيث الميول ،والرغبات ،والمزاج،والتعرف على المشاكل التي يعانيها في البيت والمدرسة ، ويعمل على تذليلها . بقي لي كلمة أخيرة أقولها بكل أسف ومرارة ،أن المدارس في معظم ما يسمى بالعالم الثالث لا تهتم بهذه الأنواع من الاختبارات ،وجل اهتمامها ينصب على اختبارات التحصيل الدراسي ، بل لا أغالي إذا قلت أن الكثير من المعلمين لم يسمعوا عن هذه الاختبارات ، ولا يعرفون شيئاً عنها . وهكذا بقيت الأساليب التربوية والتعليمية مبتورة ،وسببت ضياع الجهود والإمكانيات لدى الأبناء ، وعلى هذه المدارس أن تغير من أساليبها ، لتلافي نواحي النقص فيها إذا شاءت النهوض بشعبها إلى مصاف الأمم المتقدمة الأخرى • سمات وخصائص المتأخرين دراسيًا: أولاً:السمات والخصائص العقلية:. – نقص الذكاء، ويكون أقل من المتوسط. – عدم القدرة علي التركيز والانتباه، وضعف الذاكرة. – ضعف التفكير القائم علي الاستنتاج، واضطراب الفهم. – القدرة المحدودة علي التفكير الابتكاري والتحصيل. – عدم القدرة علي التفكير المجرد واستخدام الرموز. – الفشل في الانتقال المنظم من فكرة إلي أخري. – التحصيل بصفة عامة دون المتوسط، وفي مواد خاصة ضعيف. ثانيًا: السمات والخصائص الجسمية: – الإجهاد والتوتر والكسل. – الحركات العصبية والتوتر. – ضعف الصحة العامة. – ضعف الحواس كالسمع والبصر والشم والتذوق. ثانيًا: السمات والخصائص الانفعالية: – العاطفة المضطربة والقلق والخمول والبلادة. – الاكتئاب وعدم الثبات الانفعالي. – الشعور بالذنب والشعور بالنقص والفشل والعجز واليأس. – الغيرة والحقد والخجل. – الاستغراق في أحلام اليقظة وشرود الذهن والعدوان. – الانسحاب من المواقف الاجتماعية والانطواء. ثالثًا:السمات والخصائص الشخصية والاجتماعية: – القدرة المحدودة في توجيه الذات، أو التكيف مع المواقف الجديدة أو المتغيرة. – الانسحاب من المواقف الاجتماعية، ومن ثم الانطواء والعزلة والسلبية والانحراف * أنواع التأخر الدراسي : – يختلف التأخر الدراسي من تلميذ إلى آخر ، ولكل نوع من التأخر الدراسي أسبابه وظروفه وسبل معالجته وإجمالاً يمكن تحديد أنواعه بما يأتي : 1 ـ التأخر الدراسي المرضي : ويتطلب هذا النوع علاجاً طبياً ،وغالباً ما يكون علاجه صعباً . 2 ـ التأخر غير طبيعي : وهذا النوع يمكن علاجه بالوسائل التربوية العلمية ، وهو ما يمكن أن تقوم به المدرسة بالتعاون مع البيت ، وهذا النوع من التأخر يمكن أن يكون في جميع الدروس ، وقد يكون تأخراً في بعض الدروس ، وقد يكون تأخراً في درس واحد فقط ، وقد يكون التأخر وقتياً ، وقد يستمر وقتاً طويلاً ، ولكل نوع من هذه الأنواع مسبباته ووسائل علاجه *وهناك أنواع اخري لتأخر الدراسي: 1. التأخر الدراسي العام : وهو الذي يكون في جميع المواد الدراسية ويرتبط بالغباء حيث يتراوح نسبة الذكاء ما بين (71 -85). 2. التأخر الدراسي الخاص : ويكون في مادة أو مواد بعينها فقط كالحساب مثلا ويرتب بنقص القدرة . 3. التأخر الدراسي الدائم : حيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدرته على مدى فترة زمنية . 4. التأخر الدراسي الموقفي : الذي يرتبط بمواقف معينة بحيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدرته بسبب خبرات سيئة مثل النقل من مدرسة لأخرى أو موت أحد أفراد الأسرة . 5. التأخر الدراسي الحقيقي : هو تخلف يرتبط بنقص مستوى الذكاء والقدرات . 6. التأخر الدراسي الظاهري : هو تخلف زائف غير عادي يرجع لأسباب غير عقلية وبالتالي يمكن علاجه • محكات تشخيص التأخر الدراسي : 1. عدم وجود دافعية للتعلم 2. مستوي الذكاء عادي غالبا من 90 درجة فما فوق 3. مرتبط غالبا بسلوكيات غير مرغوبة أو إحباط دائم من تكرار تجارب فاشلة 4. منخفض في جميع المواد مع إهمال واضح أو مشكلة صحيحة 5. الغياب المتكرر من المدرسة والتسرب * أسباب التأخر الدراسي : إن التأخر الدراسي نتاج عوامل متعددة ومتداخلة تتفاوت في قوتها ومضاعفاتها بين فئات المتأخرين دراسيا . بين هذه العوامل ما يظهر مبكرا في حياة الطالب وبينها ما يتأخر ظهوره ومنها ما يظهر مباشرة وبينها ما يبدو في عدد من الأعراض . كما أن بعض هذه العوامل وقتي وعارض وبعضها دائم . ويمكن تصنيف تلك العوامل إلى : 1 – عوامل عقلية : – انخفاض نسبة الذكاء . – عدم القدرة على التركيز . – الشرود و السرحان . – بطء القراءة . – صعوبة التعامل مع الأرقام . – العجز عن التذكر والربط بين الأشياء . 2 – عوامل جسمية : – ضعف البنية . – الإصابة بأحد الأمراض . – ضعف السمع . – ضعف البصر . – تضخم اللوزتين . – زوائد أنفية . – صعوبة في النطق . 3 – عوامل البيئة الاجتماعية : – انخفاض مستوى دخل الأسرة . – ضعف إمكانيات الأسرة . – عدم توفر الجو المناسب للمذاكرة . – انشغال الطالب بالعمل . – انخفاض المستوى الثقافي للأسرة . – فقدان التشجيع . – تواضع آمال وطموحات الأسرة . – خلافات أسرية . – حرمان أحد الوالدين . – سلبية المعاملة واضطراب العلاقة مع الوالدين . – الصحبة السيئة للرفاق . 4 – عوامل نفسية : – اضطراب الانفعالات . – القلق / الخوف / الخجل . – ضعف الثقة بالنفس . – كراهية تجاه المادة . – كراهية تجاه المدرس أو المدرسة . – الشعور باليأس و القنوط . – وساوس . – تخيلات . 5 – عوامل شخصية : – سوء استخدام الوقت وتنظيمه . – انخفاض الدافعية للتعليم . – الجهل بطرق الاستذكار . – غياب متكرر . – عدم اهتمام بالواجب . – تأجيل الدراسة أو الاستذكار لنهاية العام . 6 – عوامل مدرسية : – أسلوب معاملة المدرسين . – موقف إدارة المدرسة السلبي . – عدم توفر الكتاب . – عدم كفاية المدرسين . – عدم اهتمام المدرس بمشاكل الطلاب . – عدم القدرة على التكيف مع المدرسة . – صعوبة وكثرة الواجبات . – طبيعة الاختبارات . – عدم اهتمام المدرس بالطالب . – عدم اهتمام المدرس بالمادة. *علاج التأخر الدراسي: • علاج التأخر الدراسي : 1. تحليل وتعديل الأسباب النفسية المؤدية للتأخر الدراسي 2. تشجيع التعديل الذاتي للسلوك 3. الحوار الداخلي مع النفس 4. الإشراف المستمر علي دراستهم ومساعدتهم علي تذليل الصعاب التي تجابههم 5. العمل علي كشف مواهبهم وهواياتهم وتهيئة الوسائل التي تساعد علي تنميتها وإشباعها 6. مساعدتهم علي تنظيم أوقاتهم وتخصيص أوقات معينة للدرس وأخري للراحة واللعب مع أقرانهم 7. توعية الأهل بمخاطر استخدام الأساليب القسرية معهم أو تحميلهم أكثر من طاقاتهم مما يسبب لهم النفور من المدرسة إرشادات للوالدين : 1. مهمة الوالدين الأساسية هي تشجيع الطفل علي التقدم وإكسابه الثقة بالنفس وذلك بتوفير الحب والحنان والتفهم الكامل 2. خلق تعاون وتواصل بين الأسرة والمدرسة 3. عدم تحويل الطفل كمادة للسخرية والتهكم 4. عدم استخدام أسلوب التفضيل بين الأخوة 5. الترابط والتماسك الأسري وتخفيف حدة المشاكل الأسرية