قلق الموت

إعداد / حسن محمد شاكر الحيح
مكتب الخليل
شعور لطالما حاول الإنسان الهرب منه ، و عدم التفكير معه لما يحمل له من أحاسيس منفرة ، و مشاعر مكرهه ، تشعر الإنسان بضعفه و قلة حيلته ، قد يرهبه لما سيحدث له أن وقع عليه الموت أو ما سيحدث له بعد موته .
فهل سيعاني الألم و العذاب ؟
أم سيجد النعيم و الراحة الأبدية ؟
و ماذا سيحل بأحبابه ؟
هل يتذكرونه و يحزنون عليه أم سينسونه في غمرة فرح في هذه الدنيا ؟
أسئلة كثيرة يستثيرها هذا القلق , قد لا تكون له أجوبة كافية تريح بها كاهل الإنسان ، و لما لا فالموت رحلة إلى عالم مجهول ، لا يعرف فيها الإنسان ماذا سيحدث له أو ما سيحل به ، هل هي رحلة مشابهة لما نقلته لنا أحاديث السنة النبوية و رواية الإسراء و المعراج أم هنالك أشياء قد خفت عليه ، أسئلة و أسئلة كثيرة لا تنتهي ، يحاول بها الفرد أن يروي رمق خوفه و يسد بها جوع قلقه ، فالموت نهاية يتوقعها أي إنسان ، قد تنقله إلى حياة رائعة جميلة أو مؤلمة شنيعة ، حياة يعيشها إلى ما نهاية لا مرد لها و لا رجوعا ً فيها ،أذ الموت مفهوم مجرد غير مرئي لكنه حقيقة مادية و فعل واقعي يجربه أي إنسان .
يعرف قلق الموت بأنه حالة انفعالية غير سارة يعجل بها تأمل الفرد في وفاته. أو هو استجابة غير سارة تتضمن مشاعر ذاتية من عدم السرور و الانشغال على تأمل أو توقع مظهر من المظاهر العديدة المرتبطة بالموت. أو هو حالة انفعالية حادة ناجمة من تفكير الفرد بحالة زواله و انتهاء مصيره و انتقاله إلى عالم أخر مجهول غير مادي مصحوبة بأعراض جسمية و أحاسيس منطوية على الشعور بالرهبة والضيق و النفور .
ويتعرض بعض الإفراد إلى حالات من الخوف المرضي الشديد من الموت وما يتعلق به كرؤية الميت أو الدم أو الدفن وما إلى ذلك مما يجعل هذا النوع من الخوف المصاب أن يتحاشى رؤية أي مصدر يتعلق بذلك ويتجنب المشاركة في تشييع الجنازة أو الدفن ، كما يخشى من قراءة المواضيع التي تتعلق بالموت أو سماعها أو التحدث بها فإنه يشعر بالاختناق وضيق التنفس لأنها توحي له بالآلام النفسية المختلفة لذلك .

أسباب الإصابة بالخوف :

وتعتر الأسباب لهذا النوع من الخوف مختلفة ومتعددة ونذكر منها ما يأتي :
*سماع الفرد أو القراءة عن حوادث الموت أن كان ذلك في مرحلة الطفولة أو المراحل الأخرى .
*الشعور بالذنب لاقتراف سلوك معين أو تخيله بأنه سلك سوكا معينا ونتيجة لذلك يقع تحت تعذيب الضمير .
*التعرض لألام الفراق الذي يحدث بين المحبين أو أفراد العائلة .
*التعرض إلى مواقف غامضة عن الموت وأسبابه ويحدث هذا مع الأطفال الصغار الذين يجهلون حقيقة الموت.
*الإصابة بحالات الكآبة الشديدة التي كثيرا ما تؤثر على معنويات المصاب .
*التعرض إلى الكوارث الطبيعية المختلفة كالحروب والهزات الأرضية والفيضانات وما إلى ذلك .

أعراض مرض الخوف من الموت :
هناك أعراض كثيرة ومختلفة ومتعددة وتختلف باختلاف المصابين منها ما يأتي :

*الإصابة بضيق التنفس .
*كثرة البكاء .
*سيطرة التشاؤم والنظرة القاتمة للحياة .
*الإصابة بالكآبة الشديدة .
*الإصابة بالأرق وتعذر النوم .
*سيطرة الانفعالات السلبية ومنها البكاء .
*الانطواء .
*الهروب من المواقف التي تتعلق بالموت مهما كانت قرابة المصاب للميت .
*الإصابة بالصداع أو الآلام الجسدية المختلفة .
*كثرة الشكوى من الإمراض المختلفة التي لا وجود لها واقعيا .
*التحدث عن الموت والحوادث التي تسبب الموت .

العلاج :

*معرفة السبب الحقيقي الذي أدى إلى استفحال ذلك الخوف .
* توضيح الأمر المتعلق بنوعية ذلك الخوف وتخفيفه عن المصاب وبيان بان الموت حتمي لا مفر منه وان اختلف الناس إنما يختلفون في الوقت والزمان الذي يحين اجله .
* أقناع المريض بان خوفه من الموت لا يمنع وقوع الموت لأنه أمر حتمي على الجميع ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ) صدق الله العظيم
* تشجيع المصاب بمرض الخوف على قبول تلك الحقيقة وذلك باعطاءه أمثلة عديدة من واقع الحياة وان الأنبياء والأوصياء والأغنياء والفقراء جميعهم معرضون للموت بالرغم من مناصبهم ومواقعهم بين المجتمع .
*ممارسة تمارين الاسترخاء كلما طرأت فكرة الخوف من الموت .
* إشغال المريض بما يلهيه عن التفكير بالموت .
*ممارسة الرياضة البدنية التي تحمي المريض من التفكير بالموت .
*القراءة عن الموت وحالات الموت الطبيعية التي تساعد على تقبل حادثة الموت .
*زرع الثقة بالنفس والاعتماد عليها .
*جعل الطفل ينام في غرفته الخاصة كي يتعود على الاهتمام والعناية بنفسه دون اللجوء إلى والديه بالصغيرة والكبيرة
*تشجيع المصاب على تقبل حقيقة الموت ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) صدق الله العظيم.
*السيطرة على القلق الذي يتعلق بالموت بالطرق المتاحة للمصاب والتي تتناسب مع صحته وطبيعة حياته
*زرع التفاؤل في نفس المصاب والابتعاد عن التشاؤم الذي يعقد الأمر .
*التخلص والابتعاد عما يثير الحزن والكآبة قدر الإمكان .
*التخلص من التفكير بالموت .
*الابتعاد عن المكتئبين والذين يتحدثون عن الموت .
*تجنب مشاهدة الأفلام أو البرامج أو الأخبار التي تتناول الحديث عن الموت
*تجنب الجلوس على الانفراد .
*الاستعانة بالآيات القرآنية التي تؤدي إلى الراحة النفسية والاطمئنان للخائف و ( كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون ) صدق الله العظيم .