اعلاميون ومختصون يوصون بتبني رؤية إعلامية لمناصرة قضايا المرأة الفلسطينية

المركز الفلسطيني – غزة
أوصى إعلاميون فلسطينيون بضرورة تبنى الأعلام رؤية وإعلامية واضحة من اجل إيصال قضية المرأة الفلسطينية إلى المجتمع الدولي والعربي أيضا والكشف عن المعاناة آلت تكبدتها ومازالت جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة التي استمر 22يوم وراح ضحيتها نحو 1350شهيد وأكثر من 5000جريح نصفهم من النساء.
ودعا الإعلاميون المؤسسات المهتمة بالمرأة إلى البدء ببرامج عاجلة تساعد في التخفيف من الضغط والتوتر النفسي الذي تعيشه المرأة والذي بدوره ينعكس على أفراد الأسرة مؤكدين على ان العنف الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية في قطاع غزة سواء كان من الاحتلال أو المجتمع المحلى بات يشكل ظاهرة مما ينعكس على حياتها بالسلب.
كما طالب المشاركون المجتمع الدولي إلى تشكيل لجان للدفاع عن حقوق المرأة الفلسطينية التي انتهكت من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ومحاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب مؤكدين على انه إذا ما استمر واقع المرأة بهذه الصورة والتعامل معها على أنها أسطورة من الصمود دون الأخذ بعين الاعتبار بما تعانيه من انتهاكات في حقوقها وسلب لإرادتها وممارسة العنف عليها فان ذلك من شانها أن يزيد من الإجرام المرتكب بحقها.
ودعوا المؤسسات النسوية والمؤسسات الرسمية والأهلية ذات العلاقة بقضايا المرأة إلى توحيد الجهود والتنوع في البرامج المقدمة للمرأة وان تنبع هذه البرامج من احتياجات المرأة الفلسطينية بالدرجة الأولى .
جاء ذلك خلال لقاء نظمه المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات اليوم الأحد في مقر المركز بغزة بعنوان ” واقع مطحون …وأعلام مزيف” بحضور لفيف من الإعلاميين والمختصين وأعضاء المجموعة الإعلامية لمناهضة العنف ضد النساء التابعة للمركز.
وعرض المركز ورقة تناولت بالتفصيل واقع المرأة الفلسطينية منذ النكبة عام الـ”48″ وحتى يومنا هذا مدللا بالارقام الرسمية على خطورة وفداحة الواقع الذي تعيشه.
وقال عبد المنعم الطهراوي مدير المشاريع في المركز أن :” ودفعت المرأة الفلسطينية ضريبة كبيرة من حياتها من اجل انتزاع ولو جزء بسيط من حقوقها التي يتغني بها الجميع من ” المسئولين، المؤسسات الأهلية والحكومية ” .
مثار بحث واهتمام
وأوضح أن قضية المرأة والإعلام من أكثر القضايا التي كانت ومازالت مثار بحث واهتمام ، وغالبا ما وقع السجال وبودلت الاتهامات حول المسؤولية في هذا التنميط الواضح للمرأة وصورتها و حياتها واهتماماتها ورسالتها .
وأضاف الطهراوي :” إن الإعلام لم ينجح في نقل صورة المرأة الفلسطينية كما يجب عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة التي انطلقت 27/12 إذ ركز على صورة المرأة الصامدة القوية المتحدية لواقعها وذلك من خلال تناول صورة المرأة الحديدة ، حتى بات يشكل خطورة على واقع المرأة وبات الإعلام سيف مسلط على واقع المرأة الغزية “.
ولفت الى ان الاعلام كان يبحث عن اللقطة الاولى فقط متناسي ان دوره ايضا يجب ان ياتي بعد تلك اللقطة في ظل تأكيد الأبحاث والدراسات على زيادة ملحوظة في حالة التوتر النفسي والأمراض النفسية التي با يعاني منها الكثير من افراد المجتمع لاسيما المرأة والأطفال بالدرجة الأولى.
وقال :” تعاني المرأة الفلسطينية اليوم أوضاع سياسية واقتصادية و اجتماعية ونفسية متدهورة وواقع مطحون ومتهرئ، ورغم ذلك فان الاعلام يزيد من همومها هموما حيث يتغني بواقع لا يمت له بصلة، فالمرأة تعاني واقع مرير جراء الانتهاكات المتواصلة بحقها سواء كانت من قبل الاحتلال الإسرائيلي ، والعادات والتقاليد المجتمعية التي حالت ومازالت دون تقدم المرأة واقع تتسارع فيها الالالم للمرأة لاسيما عقب الحرب الإسرائيلية “.

الارقام تتحدث
واشار الى ان النساء تتحمل هذه الضغوط دون توفر الكثير من الموارد والدعم ويلاحظ الارتفاع في معدل حدوث الاضطرابات النفسية لدى النساء الفلسطينيات وأطفالهن. فقد أشار مسح أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن أكثر من نصف النساء المبحوثات قد أفدن بالتعرض لنوبات بكاء وأن ثلثهن صرحن بأنهن يفكرون “أكثر مما ينبغي” بالموت، فيما أشارت 46% إلى مشاعر اليأس والإحباط و29% إلى الإحساس بالغضب ومعاناة الانهيار العصبي
واختتم الطهراوي كلمته قائلا :” ان الأرقام خير دليل على الواقع ” المهترئ” الذي تعيشه المرأة الفلسطينية ، الكل يشخص والكل يبتعد عن الحلول ، التي من شأنها أن تخفف من ذلك الواقع، لاسيما و أن 9.1% من الفلسطينيات اللواتي أعمارهن 15 سنة فأكثر هن أميات ، كما أن مشاركتهن في القوى العاملة منخفضة ولا تتجاوز 15.2%، أما بالنسبة للبطالة ، فقد بلغت 23.8% خلال العام 2008، 61.2% من الأسر التي ترأسها إناث فقيرة و330 شهيدة خلال السنوات الثمانية الماضية، 60 أسيرة نهاية العام 2008