خلال ورشة حول ” آلية مناهضة العنف ضد النساء ” -المشاركون يطالبون بدراسة ظاهرة العنف ووضع الحلول للحد منها

غزة/العلاقات العامة
اوصى مشاركون خلال ورشة عمل ضمن حملة مناهضة العنف ضد النساء إلى دراسة ظاهرة العنف في المجتمع الفلسطيني ووضع الية تتوحد عليها كافة المؤسسات ذات العلاقة لوضع الحلول المناسبة من اجل الحد من هذه الظاهرة التي باتت تهدد النسيج الاجتماعي.
ودعوا الى عقد المزيد من الندوات والمحاضرات التي تستهدف كافة شرائح المجتمع على حد سواء من اجل تعميم التوعية لدى الجميع في ظل اتخاذ العنف سلوك حياتي في معاملتهم للاخرين ولاسيما المرأة.
كما طالبوا بتقديم الدعم النفسي للمراة التي تتعرض للعنف منوهين الى ان العنف بات ظاهرة حيث تشير الدراسات الى ان واحدة من كل خمسة نساء في قطاع غزة تتعرض لنوع من اشكال العنف المختلفة.
واوصى المشاركون بضرورة اعتماد مناهضة العنف كمنهج دراسي يدرس في مختلف المراحل المدرسية لاهمية ذلك في تعزيز السلوك الايجابي في التعامل مع الاخرين لاسيما الحلقة الاضعف وهي المرأة.
وطالبوا بوضع رؤية وخطط فاعلة من اجل مواجهة العنف وان تتوحد كافة المؤسسات الاهلية والحكومية ذات العلاقة.
واجمع المشاركون على ضرورة التشبيك والتنسيق من اجل حماية المرأة الفلسطينية من العنف الواقع عليها لاسيما العنف المجتمعي، داعين أصحاب القرار إلى تسوية البيئة القانونية بدلا من التشتت التي تعيشه.
ونظم الورشة التي حملت عنوان ” آلية مناهضة العنف ضد النساء” شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية والمركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات في مقر جمعية المجد بالمحافظة الوسطي.
وحضر الورشة امال صيام من مركز شؤون المرأة، حسام احمد منسق مشروع حملة مناهضة العنف ضد المرأة والممول من المساعدات الشعبية النرويجية،ومستشارة المشروع دنيا الامل اسماعيل والعديد من ممثلي المؤسسات ذات العلاقة.
وبدأت الورشة بكلمة ترحيبية لمنسق المشروع مشيراً الى ان “مشروع مناهضة العنف ضد المراة” تنفذه شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية والمركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشار الى ان الحملة تهدف إلى حشد الرأي العام الفلسطيني والضغط على أصحاب القرار للعمل على حماية المرأة ومناهضة أشكال كافة العنف بحقها وخاصة القتل على خلفية الشرف وذلك من خلال تنفيذ حملة وطنية باشتراك شخصيات أكاديمية ودينية وقانونية وأعضاء مجلس تشريعي وممثلي المؤسسات الأهلية في ورشات عمل حول قضايا العنف ضد المرأة وتقديم التوصيات اللازمة لصياغة الوثيقة الوطنية الخاصة بمناهضة العنف ضد المرأة.
فيما تناولت المدربة امال صيام شرحاً مفصلا حول مفهوم العنف مؤكدة على انه بات ظاهرة تؤرق المجتمع الفلسطيني.
وعرجت صيام الى الاسباب التي ادت الى استشراء ظاهرة العنف والمتمثلة في النظرة القيمية الخاطئة والتي لا ترى أهلية حقيقية وكاملة للمرأة كإنسانة وان هذا ما يُؤسّس لحياة تقوم على التهميش للمرأة، و التخلّف الثقافي العام وما يفرزه من جهل بمكونات الحضارة والتطوّر البشري الواجب أن ينهض على أكتاف المرأة والرجل على حدٍ سواء ضمن معادلة التكامل بينهما لصنع الحياة الهادفة والمتقدمة.
واشارت الى ان من بين الأسباب أيضاً التي تفاقم من الظاهرة التوظيف السيء للسلطة سواء كان ذلك داخل الأسرة أو الطبقة الاجتماعية ، إذ يقوم على التعالي والسحق لحقوق الأضعف داخل هذه الأُطر المجتمعية، اضافة الى قيمومة التقاليد والعادات الاجتماعية الخاطئة التي تحول دون تنامي دور المرأة وإبداعها لإتحاف الحياة بمقومات النهضة، و ضعف المرأة نفسها في المطالبة بحقوقها الإنسانية والوطنية والعمل لتفعيل وتنامي دورها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
وأشارت إلى أشكال العنف المتمثلة في العنف الجنسي والجسدي واللفظي وغيرها مشيرة إلى أن العنف ضد النساء بات ظاهرة كونية تعاني منها كل نساء العالم على حد سواء وان كانت تختلف حدته من بلد إلى أخرى.
وأكدت صيام على أن ممارسة العنف ضد المرأة في فلسطين هو ظاهرة باتت تزداد يوما بعد يوم، خاصة وان 20% من النساء تتعرض للعنف قائلة:” آن الأوان للمجتمع أن يستفيق لان ظاهرة العنف غزت كل منزل ولم تترك باب إلا وقد طرقته وبقوة لتصيب أفراد أسرته لاسيما النساء”.
بدورها قالت مستشارة الحملة إسماعيل :” إن قراءة العنف ضد المرأة –اليوم-، تتطلب منا رؤية جديدة تنطوي على هدم الكثير من الأبنية ‏وبناء أخرى جديدة تنتصر لقيم العصر وتراعي فعلياً خصوصية الواقع الذي نعيشه دون إغفال ‏للمتغيرات والتحولات التي لحقت بالقضية النسوية برمتها في تشابكها الجدلي مع القضية الوطنية ‏والبعد المجتمعي”.‏

يذكر ان حملة مناهضة العنف ضد النساء في المناطق الفلسطينية، الضفة الغربية، وقطاع غزة إذ يتابع عن كثب تزايد ظاهرة العنف ضد النساء التي تتصاعد وتيرتها .
وتسعى الحملة الى تعزيز مناهضة العنف بحق المرأة الفلسطينية التي تعاني عنفاً يزداد في كل لحظة حتى بات ظاهرة حقيقية أكدتها جملة من الدراسات البحثية والتي أكدت ان واحدة من كل اربع نساء في غزة تعاني من العنف الممارس عليها.