بيان صادر عن تحالف أمل لمناهضة العنف ضد المراة
بيان صادر عن تحالف أمل لمناهضة العنف ضد المراة
لإفتتاح حملة ال16 يوم لمناهضة العنف ضد المراة
نوفمبر 27/11/2011م
في الوقت الذي تحيي فيه مناضلات ومناضلي حقوق الإنسان بشكل عام ومناضلات ومناضلي حقوق المرأة بشكل خاص الحملة الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة تتويجا لقرار الأمم المتحدة رقم 54/134 لعام 1999م والمتعلق بالإعلان عن يوم 25 نوفمبر يوما دوليا للقضاء على العنف ضد المرأة وضمن فعاليات الحملة التي تبدأ في هذا اليوم وتنتهي في 10 ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان ، تعرب المنظمات والمؤسسات النسوية في تحالف أمل عن قلقها البالغ ازاء أوضاع النساء في الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة على ضوء مجريات الأحداث بعد الحرب العدوانية على غزة واستمرار الحصار والانقسام وما نجم عن ذلك من أشكال العنف الممارس ضد المرأة في مناحي عديدة وذلك نتيجة لما يلي:
-استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وانسداد أفاق التسوية للقضية الفلسطينية وغياب الحل العادل لقضية الشعب الفلسطيني ، مما تسبب في معاناة أكبر للنساء الفلسطينيات نتيجة للآجراءات الإسرائيلية القمعية التي تستهدف كل مكونات الشعب الفلسطيني ، حيث تتحمل النساء المعاناة الأكبر ويشكلن ضحايا أساسية لهذه الإجراءات القمعية والتي تؤدي إلى مزيد من المعاناة للأسر الفلسطينية مما يتسبب في ارتفاع وتيرة العنف الاجتماعي .
-استمرار الحصار على قطاع غزة والذي تسبب في كثير من المعاناة للنساء وأطفالهن وخاصة المرضى منهن نتيجة عدم قدرتهن على تلقي العلاج اللازم في الخارج مما أودى بحياة العديد من النساء.
-تدهور الوضع النفسي لكثير من النساء نتيجة موت أبنائهن وأزواجهن سواء نتيجة للأعمال العسكرية الإسرائيلية العدوانية ضد السكان في قطاع غزة أو نتيجة لموت
-العشرات ممن يعملون في الأنفاق على الحدود مع مصر بسبب الحصار والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
-عدم قدرة مؤسسات المجتمع الدولي والأمم المتحدة على إصدار قرارات حازمة ضد إسرائيل لإلزامها بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالشعب الفلسطيني ، لاسيما القرار 1325 ، 1889 والمتعلقة بحماية النساء في وقت الحرب والأزمات.
-العنف الناتج عن انعدام الحياة الكريمة لكثير من النساء اللواتي هدمت بيوتهن أثناء الحرب ولازالت أسرهن بدون مأوى حتى الآن.
-استمرار الانقسام وأثاره السلبية على المرأة سواء على الصعيد الاجتماعي والنفسي أو الاقتصادي أو فيما يتعلق بالحريات و تجاهل تطوير القوانين التي تحد من العنف ضد المرأة بسبب حالة غياب التشريع الفلسطيني عن القضايا المتعلقة بحاجات النساء.
وعليه فلا يسعنا في تحالف أمل إلا أن نعلن عن :-
-تمسكنا بموقفنا المبدئي المتعلق بوجوب إنهاء الاحتلال والحصار الظالم ضد شعبنا ، على طريق إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
-العمل الفعلي والجاد من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني فورا” ودون تأخير لما تسببه هذا الانقسام البغيض من معاناة لكل مكونات الشعب الفلسطيني.
-مطالبة الحكومة والمجلس التشريعي الفلسطيني باتخاذ موقف واضح تجاه تبني قوانين وتشريعات تحمي المرأة وتجرم كافة أشكال العنف المسلط عليها في الأسرة والمجتمع واتخاذ إجراءات حازمة لحماية ووقاية النساء من العنف.
-إلزام السلطة التنفيذية الحاكمة على تطبيق الاتفاقيات والقوانين الدولية الخاصة بمناهضة العنف ضد النساء.
-تعزيز دور الإعلام الفلسطيني في تطوير خطاب رافض للعنف المسلط على النساء.
-تعزيز خطاب حقوق الإنسان المبني على المساواة والعدالة ورفض كافة أشكال العنف ضد المرأة من خلال دمج المواد التي تؤكد على حقوق الإنسان لاسيما حقوق المرأة في المنهاج الدراسي الفلسطيني.
-زيادة مساهمة القوى والأحزاب والحركات السياسية ، كما المثقفين والتربويين في تعزيز خطاب معادي لكافة أشكال التمييز والعنف ضد المرأة والمناداة بالمساواة والعدالة الاجتماعية انطلاقا من مبدأ أن حقوق المرأة هي حقوق إنسان.
-توظيف أنشطة وفعاليات الثقافة والتربية في المجتمع المحلي من أجل تحسين مستوى احترام مبادئ وحقوق الإنسان بصورة عامة وحقوق المرأة بصورة خاصة، وذلك على طريق بناء مجتمع ديمقراطي يحترم كافة مكوناته.
-توفير الدعم النفسي والقانوني لضحايا العنف من النساء.
-تفعيل مشاركة المرأة في بناء ثقافة السلم الأهلي ونبذ العنف، حيث لا يتحقق هذا الشرط بدون تحقيق المشاركة الفعلية للمرأة في كافة ميادين العمل المجتمعي بصورة واقعية.
إننا في تحالف أمل وفي سياق هذه المناسبة ندين وبشدة الممارسات اللانسانية التي تتعرض لها المرأة الفلسطينية بسبب انتهاك إسرائيل المتواصل لكافة الاتفاقيات والقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان عامة وحقوق المرأة خاصة ، ونطالب المجتمع الدولي ومنظماته الدولية والإقليمية وخاصة منظمة حقوق الإنسان الدولية بضرورة الوقوف بحزم في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني وبضرورة حماية النساء الفلسطينيات من كل أشكال الانتهاكات لحقوقهن التي أقرتها المواثيق والقوانين الدولية لاسيما القرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 1325 ، والذي يتعرض للحقوق الخاصة بالمرأة في زمن الحرب والصراعات ، كما أننا نؤكد أن استمرار الحصار والاحتلال قد أعاق فرص التنمية والتطور للشعب الفلسطيني ، مما زاد في معاناته بشكل عام ورفع
من وتيرة العنف والتمييز الممارس ضد المرأة بشكل خاص ، مما يتطلب فعلا دوليا جادا” من أجل إنهاء الحصار والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وختاما فإننا في تحالف أمل لمناهضة العنف ضد المرأة ندعو الجميع للمشاركة في فعاليات الحملة المتنوعة التي تنظمها المؤسسات المشاركة في التحالف والممتدة حتى 10 ديسمبر، من خلال أنشطة ثقافية وندوات وبرامج إعلامية ومهرجانات تسلط الضوء على قضايا المرأة وتطلعاتها ومطالبها العادلة.
لنعمل جميعا من أجل بناء مجتمع فلسطيني حضاري ومتطور يستمد قوته من قوة كل مواطنيه رجالا ونساء.