ألام امرأة

نابلس / ورود ياسين كعادتي بدأت ارتب أوراقي و أجهز ما احتاج إليه من أدوات و أوراق خاصة بورش العمل ، لكن الذي لم أكن اعلمه هو طبيعة القصص التي سأعود بها إلى ذلك المكتب الصغير الذي يحمل في طيات أوراقة قصص وروايات نساء يعانين من العنف و الاضطهاد من ذلك الجنس الأخر من البشرية والغريب هذه المرة هي قصة تلك السيدة التي كانت طيلة اللقاء شديدة الحدة في التعامل معي و مع باقي السيدات و تحاول جاهدة نفي مصطلح العنف وتقول إن داخل بيتها لا توجد مثل هذه الحالات وأبنائها يتمتعون بأسرة رائعة للغاية و كانت تحاول بشتى الطرق رسم صورة عائلاتها بأجمل اللوان ، و لكن ما مكنت سوا دقائق و سأنتهي من لقاءي مع هذه المجموعة وإذا بها تحاول التقرب مني و تقول و لي بصوت خافت لا تعيرين الانتباه و أنا أتحدث كي لا تلفتي نظر باقي المجموعة إلي ، فقلت لها وأنا لا التفت إليها لماذا؟ وكان وجهها شاحبا ومائل إلى السمرة الشديدة وعلامات الحزن مرتسم على مخيلتها. قالت أنا قررت أن افتح لك قلبي و الجميع يعلم إنني سعيدة مع زوجي و لكن الذي لا يعلمونه هو كم أنا بائسة في حياتي ولا يعلمون الحزن الذي احمله بسبب زواجي وأنا صغيرة السن لا اتجاوز15 من عمري ولا يعلمون أيضا بقراري الذي اتخذته وهو إنني سأقول له عندما يعود من عمله في إسرائيل أما أن يطلقني و إما إنني انتحر ، وعلامات الدهشة ارتسمت على وجهي و كان مصيبتا و قعت أمامي و هي فعلا مصيبة .
قلت: لها لماذا تتحدثين هكذا وقبل قليل قلتي انك سعيد وبيتك من أجمل البيوت
قالت :أن زوجي هجرني منذ أربعت سنين و هو يعمل حاليا في إسرائيل ولا يعود إلى البيت إلا كل ثلاث أسابيع و عندما يعود تقع الكارثة ويبدأ بالمقارنة بين وبين الأجنبيات اللواتي يراهن في إسرائيل ويقول لي أنتي لست من البشر و لست أنثى ويهم بضربي حتى إن ذلك كله انعكس على الأولاد في البيت وأنا لم اعد احتمل هذه الحياة المقرفه وقراري نهائي ، وهذه الحالة مثلها الكثير من الحالات التي أعود بها كل يوما إلى مكتبي الصغير الذي لم يعد يتسع لقصص تهم النساء وهمومهم أيضا التي ترافقني مثل ظلي .