خوف يزول وثقة تزداد

قصة بدأت على ناصية الطريق، بينما يمشي محمد متجهاً إلى المدرسة ومحاولاً أن يتمتع بلحظات طفولته الباقية بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها العائلة من عدم وجود دخل مناسب وكثرة عدد أبنائها.

على ناصية الطريق، قابل محمد رجلاً أسود البشرة، مد يده نحو محمد ليعطيه نقوداً ثم لامس شعره بأصابعه الخشنة ورسم ابتسامةً على وجهه.

تكرر ما حصل عدة مرات حتى شعر محمد ببراءته بارتياح نحو هذا الرجل خاصةً وأنه يعطيه مصروف المدرسة التي حرم منه بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة للعائلة.

وفي يوم طلب الرجل من محمد أن يصطحبه إلى أرضٍ مليئة بشجر الزيتون. وفعلاً ذهب معه. وهنا كانت الفرصة الذهبية ليكشف هذا الرجل عن الغطاء الذي يرتديه ويظهر الوحش المخبأ خلفه ويعتدي على محمد.

تغيرت حالة محمد النفسية فأصبح شديد الخوف والتردد، يفضل الجلوس بمفرده ولا يحب مشاركة زملائه باللعب.

وهنا جاء دور المركز من خلال الخدمة التي يقدمها مشروع “حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي”، حيث تم عقد الجلسات الإرشادية وتقديم العلاج المناسب والإرشاد السلوكي والمعرفي علاوةً على إرشاد الأسرة وتقديم التعليمات اللازمة لرعاية محمد وكيفية مساعدته للتخلص من المشاكل التي واجهها.
وبعد فترة قصيرة، لاحظ الأهل بوجود مؤشرات ايجابية على محمد حيث زادت قدرته في التعبير عن رأيه أمام الآخرين وشعوره بالارتياح وزيادة ثقته بنفسه والدفاع عن نفسه.